صفوف دراسية في حلب تضم أعداداً تفوق طاقتها بسبب تأخر مشاريع ترميم المدارس
حلب – نورث برس
يعاني تلاميذ مدارس في مدينة حلب، شمالي سوريا، من ازدحام كبير داخل الصفوف، ما يثير مخاوف أوليائهم من تراجع مستوياتهم الدراسية بالإضافة لمخاطر انتشار فيروس كورونا بين صفوفهم.
وتعلل مديرية تربية حلب الأمر باستقبال تلاميذ من الأرياف التي سيطرت عليها القوات الحكومية خلال الأعوام القليلة الماضية، إلى جانب بقاء المدارس المدمرة خارج الخدمة نتيجة تأخر إعادة تأهيلها.
ومنذ افتتاح المدارس بمنتصف شهر أيلول/سبتمبر الماضي، تشهد معظم المدارس بحلب ازدياد أعداد التلاميذ، لا سيما في صفوف مرحلة التعليم الأساسي، ما أوصل العدد داخل الصف الواحد إلى 90 تلميذ أحياناً.
وقالت هبة ناطور (34 عاماً)، وهي والدة تلميذة في مدرسة بستان القصر، إن ابنتها في الصف الرابع ترفض الذهاب إلى المدرسة لأن العدد في صفها بلغ 75 تلميذاً، ما يجبرها وآخرين على الجلوس على الأرض بسبب عدم استيعاب مساحة الغرفة الصفية لمقاعد جديدة.
وأضافت أن مشكلة كثرة التلاميذ ضمن الصف الواحد كانت تحل في السنوات السابقة بمراجعة إدارة المدرسة التي كانت تفتتح صفوفاً دراسية جديدة للتخفيف من المشكلة.
إلا أن الأمر “بات مأساوياً هذا العام، وتدهور مستوى ابنتي التي كانت تحب الذهاب للمدرسة.”
ولفتت الأم إلى تقدمها بشكاوى لإدارة المدرسة، لكن دون استجابة بحجة “أننا في أزمة ولا نستطيع تقليل العدد ضمن الصف الواحد.”
وتتخوف “ناطور” وأمهات وآباء آخرون من تراجع المستوى التعليمي لأطفالهم وسط هذا الازدحام، إلى جانب مخاطر انتشار فيروس كورونا بين التلاميذ وعائلاتهم في ظل الوضع القائم.
ورغم افتتاح ثلاثة مراكز صحية في حلب بداية العام الدراسي الحالي بالتنسيق مع مديرية الصحة لفحص التلاميذ المشتبه بإصابتهم بالفيروس، يشتكي أولياء تلاميذ من مخاطر إصابة أبنائهم.
وقال مازن عبد الواحد (47 عاماً)، وهو من سكان حلب المدينة، إن ابنه أصيب بأعراض فيروس كورونا المستجد منذ 15 يوماً بمدرسة كرم القاطرجي ضمن صف يضم يحتوي 82 تلميذاً.
وأضاف أن مديرية التربية بحلب رفضت إغلاق المدرسة واكتفت بإغلاق الصف فحسب.
ولفت “عبد الواحد” إلى أنه شاهد الوضع في المدرسة وكيف ينشغل التلاميذ بالبحث عن مكان للجلوس بدل الاستماع لمعلمتهم ومتابعة الدرس.
لكن إبراهيم ماسو، مدير تربية حلب، قال إن ازدياد عدد التلاميذ في الصفوف يعود لاستقبال المزيد من الأطفال بعد تحرير كامل مدينة حلب ومعظم ريفها في ظل خروج مدارس عن الخدمة خلال سنوات .
وكان عدد المدارس المدمرة جزئياً في مدينة حلب قد بلغ أكثر من 400 مدرسة، بحسب مديرية التربية في المدينة.
وأضاف “ماسو” أنهم كمديرية ينتظرون استجابة منظمات من اجل ترميم بعض المدارس غير المؤهلة.
ولفت إلى أنهم سيقومون خلال الفصل الثاني بافتتاح أكثر من 40 مدرسة بعد الانتهاء من ترميمها.
وقال معلم في إحدى مدارس حلب، طلب عدم نشر اسمه، إنهم في هذا العام يعانون من أجل إتمام الدروس المقررة للتلاميذ.
وأضاف أن كثرة العدد في الصف الواحد تستوجب وقتاً كافياً للحصة الدرسية، بينما تتطلب الوقاية من كورونا تخفيف العدد وتقليل مدة الدرس.