ماراثون للدراجات الهوائية في قامشلي.. يشجع على كسر النمطية والتوعية بسرطان الثدي

قامشلي- نورث برس

مع طفليها، إيفان(8 أعوام) وآدم(5 أعوام) اللذين استقلا دراجتيهما، كانت ليلوز محمد تقف بين نحو ثلاثين مشاركة أخرى يركبن دراجات هوائية، وسط شارع السياحي بمدينة قامشلي، منتظرات صافرة بداية المارثون.

   والأم الثلاثينية ليست إلا ناشطة مدنية شاركت إلى جانب العديد من الناشطات والمهتمات بقضايا المرأة في مارثون نظم من جانب مركز آريدو للمجتمع المدني والديمقراطية وجمعية شاويشكا.

ورغم أن فكرة المارثون كانت تعتمد على المشاركة بالدراجات الهوائية، إلا أنه يأتي كأحد أنشطة حملة “لأنك زهرة العمر” التي تهدف إلى التوعية بسرطان الثدي، وفق المنظمين.

 وتقول ليلوز محمد لنورث برس: “إن التوعية بسرطان الثدي يجب أن تشمل جميع فئات المجتمع من رجال وشباب ونساء.”

وتضيف منسقة مؤسسة إيزدينا أن “لمثل هذه المبادرات أهمية لمجتمعنا بشكل عام ولقامشلي بشكل خاص، لأنها تساهم في التعريف بما للمرأة من دور في التقدم داخل المجتمع.”

وترى” ليلوز” أنها خطوة مشجعة للنساء والفتيات، ذلك أن النشاط لا يقتصر على فكرة التوعية بسرطان الثدي بل يتعداه إلى الترويج لاستخدام الدراجات الهوائية خاصة بين النساء.”

وعادة ما يشهد شهر تشرين الأول/أكتوبر في جميع أنحاء العالم نشاطات مدنية للتوعية بسرطان الثدي.

 ويقول منظمو حملة “لأنك زهرة العمر” إنها شملت نشاطات أخرى كإقامة الندوات التوعوية في العديد من مدن شمال شرقي سوريا كان آخرها ماراثون الدراجات الهوائية.

ورغم أن النشاط كان نسائياً ويتمحور حول قضية خاصة بالمرأة إلا أنه لم يمنع من مشاركة عدد من الشبان والأطفال إلى جانب العشرات من النساء من أعمار مختلفة.

وتشير ليانا صليبا منسقة مركز آريدو للمجتمع المدني والديمقراطية والمشاركة إلى أن هناك الكثير من النساء اللواتي يرغبن بقيادة الدراجات الهوائية.”

وترى “صليبا” أنهن يجدن أن “الدراجات تقلل المصاريف كما أنها من الممكن أن تساعد للوصول إلى العمل.”

 وما إن أطلقت صافرة البداية حتى انطلقت المشاركات بحماس، كان سبباً في وقوع حوادث بسيطة خلفت رضوضاً وجروحاً طفيفة لبعضهن كحال المشاركة ليلوز التي تقول إنها فقدت توازنها.

وبحسب المصادر العلمية لا يزال سرطان الثدي، يأتي في المرتبة الثانية لأكثر أنواع السرطان شُيُوعًا بالنسبة للنِّساء، والسبب الثاني الأكثر شُيُوعًا لحالات الوفاة الناجمة عن السرطان.

ويكُون العرَض الأوَّل كتلةً غير مؤلمة غالبًا، وتجري ملاحظتها من قبل المرأة عادةً، حيث تختلف التوصيات حول التحرِّي عن سَرطان الثَّدي، كإجراء التصوير الشعاعيّ بشكلٍ دوريّ، أو فحص الثَّدي من قبل الطبيب، أو الفحص الذاتيّ.

وتقول انديرا وليكا من جمعية شاويشكا والمشاركة في تنظيم الحملة إن الهدف الأول للماراثون هو التوعية بسرطان الثدي وأهمية القيام بالفحوصات اللازمة مبكراً.

وتشير “وليكا” إلى أن افتتاح مركز متخصص في القامشلي للكشف المبكر عن سرطان الثدي مزود بأجهزة وكادر طبي كامل مؤخراً، يخفف الكثير من الأعباء عن سكان المدينة.

وتضيف “وليكا” أن الهدف الثاني من تنظيم المارثون كان تشجيع المرأة على قيادة الدراجة الهوائية، وعدم الالتفات لتلك الاعتبارات أو الآراء السلبية من المحيط.

“قيادة الدراجة الهوائية نشاط صديق للبيئة، كما أنه يعتبر ممارسة للرياضة”، وفق تعبيرها.

بحماس حاولت غالبية المشاركات الانطلاق للوصول إلى خط النهاية أولاً، رغم أن المنظمات نبهن إلى أن الهدف من المارثون ليس التسابق. إلا أن ذلك لم يمنع بعضهن من الاحتفاء بوصولهن إلى خط النهاية، وسط ابتسامات المحيطين.

 إعداد: ريم شمعون/شربل حنو-تحرير: جان علي