ردود فعل متباينة في السودان حول الإعلان عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل

القاهرة- نورث برس

أثار إعلان السودان عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مؤخراً، ردود فعل متباينة على الجبهة الداخلية في ذلك البلد.

وبعد كلٍ من الإمارات والبحرين، أعلنت السودان عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، في تغيّرات ديناميكية متسارعة تشهدها المنطقة.

وجاءت الخطوة السودانية الأخيرة مدعومة أميركية بشكل خاص، وقد أقرتها الحكومة الانتقالية في السودان.

وتم الجمعة الماضي التوقيع على بيان اتفاق التطبيع، بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ونص البيان على “إقامة علاقات اقتصادية وتجارية بين إسرائيل والسودان مع التركيز مبدئيا على الزراعة.”

كما تضمن الاتفاق اتخاذ خطوات لاستعادة حصانة السودان السيادية وتشجيع الشركاء الدوليين على تخفيف أعباء ديون السودان.

وينعكس ذلك الاتفاق على الجبهة الداخلية، التي شهدت ردود فعل متباينة، ما بين مؤيدين ومعارضين.

وطبقاً لمحمد علي فزاري، وهو محلل سياسي، فإنه “بتطبيع العلاقات السودانية مع إسرائيل أصبح الطريق ممهداً أمامه ولا يمكن التراجع عنه من قبل الحكومة الانتقالية، لاسيما بعد الضوء الأخضر الأميركي.”

وأفاد، في تصريحات خاصة نورث برس عبر الهاتف، بأن “ملف التطبيع مع إسرائيل جاء مرتبطاً بإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.”

وقال إن “الحكومة الانتقالية الحالية لم يكن لديها خيار، إما أن تطبع فيزال السودان من القائمة، أو أن تبقى أربعة سنوات أخرى إلى ما هو بُعيد الانتخابات الأميركية.”

ومن الواضح، بحسب “فواري”، أن هناك “ضغوطاً مورست على الحكومة السودانية من قبل لاعبين إقليميين ودوليين، فقبلت الحكومة السودانية بصفقة التطبيع.”

ولكنّه في السياق ذاته تحدث عن انعكاسات ذلك الاتفاق على الجبهة الداخلية.

وقال: “تلك الخطوة تسفر عن مخاطر داخلية، تتمثل في انقسام وتشذي في الحاضنة الأساسية، وهي قوى الحرية والتغيير، وكذلك تؤثر على المشهد السياسي على المدى القريب.”

وتشهد الحالة السياسية الآن في السودان “نوعاً من السيولة والاستقطاب بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة”، بحسب “فزاري”.

ويعتقد طلال إسماعيل وهو محلل سياسي سوداني، أن اتفاق التطبيع سيجر البلد إلى عديد من المشكلات الداخلية.

وتحدث “إسماعيل” في تصريحات خاصة لـنورث برس عبر الهاتف، عن التداعيات الداخلية للاتفاق وأثرها على المشهد السياسي الجديد في السودان الذي مرَّ بسلسلة تغيّرات جذرية ومؤثرة خلال العامين الماضيين.

وقال: “(الاتفاق) سيُعقِّد الأوضاع الداخلية، بعد أن أعلنت أحزاب في التحالف الحاكم بالسودان رفضها للتطبيع.

وأضاف: “أعتقد بأنه ستنشأ أزمة سياسية داخل مؤسسات السلطة الانتقالية خصوصاً بعد تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي، الذي من المفترض أن يصادق على اتفاق الحكومة مع إسرائيل.”

وعن الخطوات التالية المنتظرة داخل الحكومة السودانية بخصوص الاتفاق، قال: “لا أعتقد بأن هذه الخطوة (تمرير اتفاق التطبيع) ستكون بالسهولة عند طرحها للبرلمان القادم.”

إعداد: محمد أبوزيد – تحرير: معاذ الحمد