تركيا تؤجج الصراع من جديد شرق المتوسط وتمدد فترة عمليات التنقيب

إسطنبول ـ نورث برس

عادت تركيا مجدداً للإعلان عن تمديد فترة عمليات سفينة “أوروتش رئيس” للتنقيب حتى الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر القادم. في خطوة رأى فيها مراقبون أنها من الممكن أن تؤجج الصراع من جديد في تلك المنطقة.

وذكرت وسائل إعلام تركية رسمية، مساء الأحد، أن البحرية التركية أطلقت إخطاراً يفيد أن السفينة “أوروتش رئيس” والسفينتين “أطامان” و”جنكيز خان” ستواصل العمل في منطقة تقع إلى الجنوب من جزيرة “رودس” اليونانية، حتى الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر القادم.

وتأتي تلك الخطوة في وقت كان من المقرر فيه، أن تنتهي أعمال سفينة “أوروتش رئيس” في الـ/27/ من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، قبل أن تعلن البحرية التركية عن إخطار التمديد.

وقال مصطفى محمد نعيمي، وهو محلل سياسي مختص بالشأن التركي، يقيم في مدينة أورفا التركية، إن “العملية برمتها الغاية منها في النهاية تحصيل المكاسب الاقتصادية من خلال الطاقة.”

كما تسعى تركيا وبنفس الوقت، بحسب “نعيمي”، لـ”مسك العصا من المنتصف، بمعنى أنها تلوح بالقوة العسكرية وبنفس الوقت تستخدم السياسة الناعمة.”

وتتمثل السياسة الناعمة لتركيا بالجناح السياسي المتواجد فيها والذي “يتم التفاوض من خلاله على ملفات أهمها حالياً هي حرب المياه والطاقة”، بحسب ما قال المحلل السياسي لنورث برس.

وأضاف: تركيا ما تزال تسعى لأن يكون لها دور محوري وأساسي في المنطقة، والقدرة على اتخاذ القرارات السياسية “تكمن في عملية قوامها داخل حلف الناتو، والتوازن بنفس الوقت مع روسيا في قضية (S400).”

وقبل يومين، أنهت تركيا التدريبات والمناورات مع حلف الناتو كمشارك، وكان رقمها اثنان بالنسبة للقوات المتواجدة من حيث العتاد والمقاتلين.

ويرى المحلل السياسي، “أن تركيا تتخوف من موضوع الاتحاد الأوروبي وتستثمر بالوقت، أي لا تترك ولا تباشر، هي تحاول من أجل الحصول على مزيد من المكاسب، وتحاول أن تجد لنفسها مكاناً بين الدول العظمى.”

وفي الـ/14/ من الشهر الجاري، انتقدت الإدارة الأميركية التحركات التركية شرق المتوسط وإرسالها سفينة “أوروتش رئيس” بحجة التنقيب مجدداً هناك.

ووصفت الإدارة الأميركية تلك التحركات بأنها “استفزازية”. ودعت تركيا إلى العودة عنها والتوقف عن مثل تلك الخطوات التصعيدية.

في حين أعلنت اليونان عن غضبها من هذه الخطوة، بينما أكدت ألمانيا أن على تركيا وضع حد لدوامة الاستفزاز التي تقوم بها.

وفي هذا الجانب، قال إسماعيل جنكيز أوغلو، الباحث السياسي التركي، إن “تركيا تحاول فرض سياسة الأمر الواقع شرق المتوسط.”

وهي تريد أن تقول للأطراف الدولية الرافضة لاستفزازاتها في تلك المنطقة، بأنها “هي سيدة الموقف وأنها تتحرك بمزاجها وليس بما يمليه عليها الآخرون”، بحسب “جنكيز أوغلو”.

ويرى الباحث السياسي، أن هذا “سيزيد الأمور تعقيداً لأن تركيا لن تتخلى عن تعنتها وعن مواقفها المتناقضة شرق المتوسط.”

ومن أحد الأسباب التي يرجحها “جنكيز أوغلو”، هو أن “تركيا من عملها هذا ربما تريد جس نبض الجانب الأميركي حول فرض العقوبات.”

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خاطب في تصريحات أمس الأحد، واشنطن بالقول: “لا تتأخروا في فرض عقوباتكم أنتم لا تعرفون مع من تتعاملون.”

ولكن الباحث السياسي يرى أن كلام أردوغان هو “مجرد تصريحات إعلامية، كون تركيا تستغل فترة الاضطرابات بسبب الانتخابات الأميركية القادمة، ولكن كل ذلك لن يخرج تركيا من دوامة المشاكل التي تزج نفسها بها.”

والجمعة، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن أنقرة وأثينا قررتا إلغاء مناوراتهما المضادة شرق المتوسط، بناء على مقترح تركي.

وقال إن تركيا تؤيد حل المشاكل عبر القانون الدولي وعلاقات حسن الجوار والحل والحوار السياسي.

وأضاف: “قدمنا مقترحا يتناسب مع المسار العام ومبادئ اجتماع الحلف، حيث أعربنا عن استعدادنا لإلغاء إخطار نافتكس (المعلن من جانب تركيا) كبادرة حسن نية، في حال إلغائهم أيضاً (إخطار نافتكس المعلن من جانب اليونان).” 

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد