معامل في الجزيرة السورية.. تساهم في النشاط التجاري وتوفر دخلاً لعائلات في المنطقة
قامشلي – نورث برس
يوفر معمل جودي لصناعة البرغل في مدينة قامشلي ، شمال شرقي سوريا، فرص عمل لعمال وعاملات من المنطقة، ويلبي مع غيره من المعامل حاجة المنطقة من بضائع غذائية وأساسية.
وكان المعمل الواقع بالقرب من دوار زوري في المدخل الجنوبي لمدينة قامشلي، قد باشر العمل في بدايات العام 2008.
ويقوم المعمل بتشغيل أكثر من 75 عاملاً وعاملة، إلى جانب العشرات ممن لهم ارتباطات بطبيعة العمل والتسويق.
وقالت فاطمة العلي (35 عاماً)، وهي أم لطفلين من سكان مدينة قامشلي تعمل كأمينة مستودع ومشرفة على قسم التعبئة، إنها تحصل مع ستة عمال معها على مبلغ 1200 ليرة مقابل تعبئة كل طن من البرغل.
وأضافت أن عمال التعبئة يحصلون خمسة آلاف ليرة سورية يومياً على أقل تقدير، وفي حال وجود شاحنات لنقل البرغل، فانهم يقومون بتحمليها الى الشاحنات لتصل أجرتهم اليومية لنحو عشرة آلاف ليرة سورية.
وتعمل “العلي” ومن تشرف على عملهم لثماني ساعات في اليوم، وتتوقف أجورهم على كمية العمل المنجز.
تقول إنها وعاملات أخريات مجبرات على العمل لتلبية احتياجات أطفالهم وأسرهم.
ويبلغ عدد المعامل في الجزيرة 540 معملاً ومصنعاً، غالبيتها معامل صغيرة ومتوسطة لإنتاج المواد الغذائية والسكاكر، إلى جانب وجود معامل لتعبئة مواد التنظيف، بحسب لجنة الاقتصاد في مقاطعة حسكة.
وفي الجزيرة معامل ومصانع لإنتاج السكاكر والحلويات والخراطيم والشيبس ومعامل لصناعة وتعبئة البرغل والبقوليات.
وشهدت مختلف مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ازدياد افتتاح المعامل خلال السنوات العشرة الماضية، نتيجة الاستقرار النسبي إلى جانب انتعاش النشاط التجاري فيها.
وتؤمن هذه المعامل فرص عمل لآلاف العمال الباحثين عن أعمال تؤمن لهم احتياجات عائلاتهم وسط تدهور الظروف المعيشية.
وقالت مريم العلي (20 عاماً)، إنها تحصل على راتب/100/ ألف ليرة شهرياً لقاء عملها في قسم صناعة الشعيرية وتحميصها.
وأضافت أنها تريد مساعدة والدها لتأمين احتياجات عائلتها المؤلفة من ثمانية أشخاص.
ويبدأ عمل مريم عند الثامنة صباحاً وينتهي في تمام الرابعة عصراً، ورغم تدني الأجور تعبر “مريم” عن ارتياحها وسعادتها في العمل، لأنها تستطيع مساعدة عائلتها في المصاريف المعيشية.
وبالإضافة لتوفير فرص العمل، ينتج معمل جودي نحو 35 طناً من البرغل يومياً، إلى جانب كمية من المواد العلفية التي يستفيد منها مربو المواشي.
وفي منطقة الجزيرة ثلاثة معامل لصناعه البرغل، هي جودي والجزيرة والرافدين، الى جانب وجود معملي المونة والشيخ اللذين يقومان بصنع الشعيرية وتعبئة برغل مستورد، بحسب لجنة الاقتصاد في مقاطعة حسكة.
وقال سلام إسماعيل، وهو المدير الإداري لمعمل جودي لصناعة البرغل، إن 60 بالمئة من هذا الانتاج يكون من نوعية “الخشن” التي تُطلب في المناطق الساحلية والداخلية بسوريا، في حين يتوزع باقي الإنتاج على نوعيتي الوسط والناعم.
وأضاف أنهم واجهوا عقبات مختلفة قبل سنوات الحرب في سوريا وبعدها، فمنافسة البضائع التركية شكلت عائقاً بسبب دعم الحكومة التركية لإنتاجها الصناعي وهو ما لم يكن متوفراً في سوريا.
بينما يواجه المعمل صعوبة الآن في توفير مادة الطحين لصناعة “الشعيرية” التي تخلط مع البرغل.
وبحسب المشرفين على معمل جودي، تتركز أبرز العراقيل أمام عملهم في صعوبة جلب قطع الصيانة من تركيا، وخاصة ان أغلب آلات معامل صناعة البرغل والصناعات الغذائية هي من صنع تركي، إلى جانب ارتفاع تكاليف تصليح أعطالها.
إلى جانب مشاكل التسويق إلى مختلف المحافظات السورية الساحلية والداخلية والعاصمة دمشق، نظراً للإغلاق الذي يفرضه حاجز الفرقة الرابعة الموجود في معبر الطبقة بين مناطق سيطرة الادارة الذاتية والحكومة السورية، وفرض بعض الحواجز لمبالغ مالية على حركة الشاحنات، الامر الذي يزيد من تكاليف البضائع.