مشروع تأهيل ملعب في ريف قامشلي بدعم من أبناء القرية المهاجرين
جل آغا – نورث برس
في ملعب قيد الإنشاء في ريف جل آغا (الجوادية) شمال شرقي سوريا، ينشغل لاعبون بتقييم أداء فرقهم في مباراة الأمس، استعداداً لمباراة جديدة مع فريق قرية مجاورة.
وبإمكانات متواضعة، كما يصفها شباب قرية كركي خلو، قام فريقهم باستضافة دوري لكرة القدم جمع فرق قرى جل آغا على أرض ملعبهم.
وقال دلخواز إبراهيم (17 عاماً)، وهو لاعب من قرية جِرحي شمال بلدة جل آغا: “حين لعبنا أول مباراة بعد استعدادات دامت نحو شهرين، شعرت ورفاقي بسعادة ونحن نركض في المستطيل الذي طالما حلمنا به.”
وأضاف: “أشكر اللجنة التي نظمت الدوري، المباريات ممتعة والفرق تتحلّى بالأخلاق، والأجمل في هذه اللعبة هو التعرف دائماً على أصدقاء جدد.”
وأشرفت على مباريات الدوري لجنة من القرية بهدف المحافظة على الملعب وسلامة اللاعبين وضمان التعامل بروح رياضية خلال اللعب وبعده.
وقال إسماعيل خالد، وهو مدرب فريق تيريج وأبرز القائمين على إقامة الدوري، إن “أبناء قرية كركي خلو المهاجرين يحققون الآن ما فشلوا بتحقيقه سابقاً وهم على أرض الوطن عبر دعمهم لتأهيل ملعب القرية.”
ويقع الملعب ضمن المخطط التنظيمي للقرية على أطرافها، لكن ضعف الإمكانات حال دون تأهيله لسنوات.
وبدأت المبادرة من شباب في القرية بالتنسيق مع آخرين هاجروا منها، لتأهيل ملعب سباعي في القرية.
وأضاف “خالد” أنه سعيد لأنه يشهد الآن الثمار الأولى للمشروع من خلال إقامة هذا الدوري ويشكر كل من ساهم في دعمهم.
ولفت ” إلى مشاركة فريق يحمل اسم “الأصدقاء” ويضم لاعبين من مكونات مختلفة.
يقول عن ذلك: “نسعى لتكريس هذه المحبة، فبالمحبة نستطيع بناء الكثير.”
ويضم ريف جل آغا قرى كردية وعربية ومسيحية تجمع سكانها علاقات اجتماعية وتعاملات اقتصادية إلى جانب التشارك في النشاطات الرياضية.
وقال مدرب فريق “تيريج” إنهم أنفقوا مليون ونصف المليون لتسوية أرضية الملعب ووضع عارضات وشباك وإنارة.
لكن تجهيز الملعب لم يكتمل بسبب نقص الإمكانات، “فنحن بحاجة لاستكمال بعض الأمور الخدمية كزرع سور أخضر حول الملعب وتعشيب أرضه.”
ويرى “الخالد” أن الشباب الذين تعبوا كثيراً خلال العقد الأخير بسبب الأزمة في البلاد، “هم بحاجة للترفيه واللقاءات والتواصل، وهو ما تحققه لعبة كرة القدم.”
وبعد “استشهاد البعض وهجرة آخرين”، يتمنى مدرب الفريق أن يتم تهيئة الظروف لدفع من تبقى من الشباب نحو البناء والعطاء.
ويطالب لاعبون من القرية مؤسسات الإدارة الذاتية بمد يد العون لهم ولكل فرق القرى التي تفتقد ملعباً يزيد النشاط الرياضي والأنشطة الشبابية.
وكانت بلدية تِربسبي (القحطانية) قد قامت بتقديم أعمدة لملعب القرية، إلا أن القائمين على العمل قالوا إنها لم تلبي كل حاجتهم.