إيران تندد باتفاق التطبيع بين السودان وإسرائيل والإمارات ترحّب

قامشلي ـ نورث برس

انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، اتفاق التطبيع بين السودان وإسرائيل.

وأعلنت الخرطوم، أمس الجمعة، عن التوصل لاتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل و”إنهاء حالة العداء بينهما.”

وقالت الخارجية الإيرانية على تويتر، إن الاتفاق “زائف وقائم على فدية.”

وأضافت، “ادفعوا فدية كافية وغضوا الطرف عن الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين ثم سيُرفع اسمكم مما تسمى بالقائمة السوداء للإرهاب.”

وقالت أيضاً: “بالطبع هذه القائمة زائفة كزيف الحرب الأميركية على الإرهاب. هذا خزي.”

من جانبها، رحبت الإمارات بقرار السودان مباشرة العلاقات مع إسرائيل، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الإمارات العربية (وام) عن بيان لوزارة الخارجية.

وقالت الوزارة إن “قرار السودان في مباشرة العلاقات مع دولة إسرائيل تعد خطوة مهمة لتعزيز الأمن والازدهار في المنطقة.”

وشددت على أن “هذا الإنجاز من شأنه توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والدبلوماسي.”

بيان ثلاثي مشترك

وأصدرت الدول الثلاث، (السودان، الولايات المتحدة وإسرائيل)، أمس الجمعة بياناً ثلاثياً، نقله التلفزيون الرسمي السوداني.

ووصف البيان اتفاق التطبيع بين السودان وإسرائيل بـ”التاريخي”.

وأشار إلى أن “قادة الدول الثلاث اتفقوا على تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء بينهما.”

وأضاف “اتفق القادة على بدء العلاقات الاقتصادية والتجارية.”

واتفقوا، وفق البيان، على “أن تجتمع الوفود في الأسابيع المقبلة للتفاوض بشأن اتفاقات التعاون في تلك المجالات وكذلك في مجال تكنولوجيا الزراعة والطيران وقضايا الهجرة وغيرها.”

وكان وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين، قد قال أمس الجمعة، إنّ قرار التطبيع النهائي في السودان ستتخذه المؤسسات التشريعية للحكومة الانتقالية بعد تكوينها.

وأضاف لتلفزيون السودان “ما تم اليوم هو اتفاق على خطوات التطبيع والقرار النهائي حول هذا الأمر ستتخذه المؤسسات التشريعية عقب اكتمال تكوينها، هي صاحبة الحق في ذلك.”

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس الماضي، إن السودان وافق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل عقب أيام من إعلان الولايات المتحدة استعدادها لشطب اسم السودان من لائحة “دول داعمة للإرهاب.”

ونقلت صحيفة إسرائيل اليوم، عما أسمته بمصدرٍ مطّلع، أن الطائرة الإسرائيلية التي هبطت صباح أمس الأربعاء في الخرطوم، نقلت وفداً رسمياً من الحكومة الإسرائيلية وجهاز الموساد.

إزالة من القائمة

وأبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين الماضي، استعداده لشطب اسم السودان من القائمة السوداء للدول الداعمة للإرهاب.

ووضع السودان منذ عام 1993 على اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب وهو خاضع بموجب ذلك لعقوبات اقتصادية.

وكشف ترامب عن التوصل لاتفاق مع السودان في شأن دفع تعويضات لعائلات الأميركيين الذين سقطوا في اعتداءات شهدتها إفريقيا عام 1998.

وقال صندوق النقد الدولي أمس الجمعة، إن خطط الحكومة الأميركية لاستبعاد السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ستزيل إحدى العقبات التي كانت تواجه تلك الدولة المثقلة بالديون في سعيها لتخفيف أعباء تلك الديون.

وتخضع السودان لعقوبات اقتصادية أميركية على خلّفية اعتداءات جرت عام 1998 على السفارات الأميركية والكينية والتنزانية، وأسفرت عن مقتل /200/ شخص.

وسيفتح رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب الباب أمام إعفاءه من ديون خارجية بقيمة /60/ مليار دولار، بحسب رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك.

وقالت كارول بيكر رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي في السودان في بيان لرويترز “لقد تشجعنا بإشارة الإدارة الأميركية رسمياً إلى الكونغرس باعتزامها استبعاد السودان من (القائمة).”

وأضافت: “استبعاد السودان من (القائمة) يزيل إحدى العقبات التي تحول دون تخفيف أعباء ديون الدول الفقيرة المثقلة بالديون.”

ترحيب أوروبي بالشطب

وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قد رحب الأسبوع الماضي، بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شأن السودان.

وكتب بوريل على تويتر أن “النية التي أعلنتها الولايات المتحدة لسحب السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب لها أهمية بالغة.”

ومنذ الإطاحة بالبشير في نيسان/ أبريل 2019، وتعطيل البرلمان يعيش السودان دون برلمان في ظل حكومته الانتقالية.

ونصت الوثيقة السياسية التي بموجبها تكونت مؤسسات الحكومة الانتقالية على تشكيل برلمان انتقالي معين حتى انتخاب البرلمان في نهاية الفترة الانتقالية الممتدة لثلاث سنوات.

ولكن لم يشكل البرلمان الانتقالي المعين، على الرغم من مرور أكثر من عام على بدء الفترة الانتقالية.

ويحمل تطبيع العلاقات مع السودان رمزية كبيرة.

وعقب حرب 1967 التي سيطرت خلالها إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، اجتمع أغلب الزعماء العرب في قمة بالخرطوم.

وتبنوا خلال تلك القمة قراراً يعرف باسم “اللاءات الثلاث”، وهي (لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع دولة إسرائيل).

والسودان ليست لديه حدود مع إسرائيل ولعب دوراً صغيراً في النزاع العربي الإسرائيلي.

وكالات ـ تحرير: معاذ الحمد