اللحوم الحمراء تغيب عن موائد الحلبيين في ظل تناقص المواشي واستمرار تهريبها
حلب – نورث برس
تشهد مدينة حلب وأريافها، إقبالاً ضعيفاً على شراء اللحوم الحمراء نتيجة ارتفاع أسعارها، في ظل استمرار عمليات تهريب المواشي إلى مناطق سيطرة تركيا والفصائل التابعة لها في سوريا.
ووصل سعر الكيلوغرام من لحم غنم “العواسي”، الأسبوع الماضي، في مدينة حلب وأريافها لأكثر من /15000/ ألف ليرة.
وقال علاء الجديح، صاحب محل لبيع اللحوم في حي قرلق في حلب القديمة إن هناك إقبالاً ضعيفاً من قبل السكان على شراء اللحوم، “الذبائح تكسد في أغلب الأحيان في المحل دون أن نتمكن من بيعها.”
وأشار “الجديح” في تصريحه لنورث برس إلى أنه بالرغم من ارتفاع أسعار اللحوم، ” لا نحقق سوى أرباح ضئيلة.”، على حد تعبيره.
تهريب المواشي
وقال مربو أغنام في أرياف مدينة حلب، شمال غرب سوريا، إن تهريب المواشي إلى مناطق سيطرة تركيا والفصائل التابعة لها يتم بأعداد ضخمة، ما يتسبب بتناقص أعدادها وارتفاع أسعار اللحوم.
وحمل جميل حتروش(32عاماً)، مربي أغنام من بلدة جبرين في ريف حلب الجنوبي الشرقي الحكومة السورية مسؤولية تناقص المواشي، “عمليات التهريب تتم على مرأى من القوات الحكومية والحواجز الأمنية.”
ويبلغ متوسط سعر رأس الغنم الواحد أكثر من /500/ ألف ليرة سورية في أسواق الماشية بأرياف حلب، وفقاً لما ذكره “حتروش”.
وبحسب مربي الأغنام فإن عمليات تهريب المواشي تتم عبر معبر أبو الزندين في ريف مدينة الباب الجنوبي، شمال شرق حلب، أو عبر بلدة نبل إلى منطقة عفرين بريف حلب الشمالي.
من جانبه، توقع مصطفى المصطفى(60عاماً) مربي أغنام من بلدة الزهراء أن ترتفع أسعار اللحوم الحمراء لتصل لنحو /20/ ألف ليرة،”إذا لم تقدم الحكومة دعم كافي للمربين وتمنع عمليات التهريب.”
وقال”المصطفى”: “التهريب لا يشمل تركيا فحسب بل يتم شحن غنم العواس إلى دول الخليج والأردن عبر البادية السورية.”
وغابت اللحوم الحمراء عن الموائد الحلبية هذا العام لارتفاع أسعارها وخضوعها لتقلبات السوق وانهيار قيمة الليرة السورية.
ضرائب حكومية
لكن عبد المنعم حتروش(30 عاماً)، تاجر أغنام من بلدة جبرين قال لنورث برس إن الحواجز الأمنية الحكومية تفرض على أصحاب المواشي أثناء نقل مواشيهم من منطقة إلى أخرى، “ضرائب باهظة”.
وبحسب تاجر الأغنام فإن الحواجز الحكومية تفرض مبلغ /10000/ ليرة سورية على كل رأس غنم يتم نقله من الريف الغربي لحلب إلى المراعي الشرقية.
وأشار إلى أن فرض الضرائب دفع الكثير من المربين لبيع أغنامهم أو نقلها إلى مناطق “درع الفرات” الواقعة تحت سيطرة القوات التركية والفصائل التابعة لها.
وأضاف، “يتقاضى المهربون مبالغ لا تتخطى خمسة آلاف ليرة على كل رأس غنم، كما أن الأسعار هناك تقدر بالدولار مما يخلق فرق بالسعر يدفع الكثيرين إلى نقل أغنامهم لتلك المناطق.”
سبب آخر لفت إليه تاجر الأغنام يدفع مربي الأغنام لبيع مواشيهم أو تهريبها إلى مناطق أخرى وهو نقص وارتفاع أسعار الأعلاف، “بلغ سعر العلف المركب /500/ ليرة.”
وفي ظل غلاء اللحوم الحمراء، تلجأ بعض العائلات لشراء اللحوم البيضاء في استغناء شبه تام عن اللحوم الحمراء على موائدهم، في حين تستغني عائلات عن كلا النوعين، بسبب الظروف المعيشية الصعبة.