سكان من بلدة عين عيسى يحملون القوات الروسية والسورية مسؤولية تعرضهم لقصف تركي

عين عيسى – نورث برس

فوجئ إسماعيل الخليف (65 عاماً)، من سكان بلدة عين عيسى شمال الرقة، لدى عودته من الجامع بعد صلاة الفجر يوم أمس الأربعاء، بوجود قذيفة مدفعية لم تنفجر عند مدخل منزله.

وكانت فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لتركيا، قد قامت، ليلة الثلاثاء، بقصف بلدة عين عيسى المكتظة بالسكان المدنيين.

وأطلقت الفصائل قذائف هاون من موقع مخيم البلدة الذي تم إفراغه العام الماضي إبان الغزو التركي على شمالي سوريا.

ويقع منزل “الخليف” في الطرف الجنوبي الشرقي من بلدة عين عيسى بالقرب من النقطة العسكرية الروسية.

وقال إنه كان يسمع فجراً أصوات سقوط قذائف بمحيط عين عيسى، “ولكن لا أعرف أين سقطت”.

وأضاف: “لا نريد شيئاً إلا توقف القصف على عين عيسى.. لا نريد غير ذلك”.

وتضم بلدة عين عيسى نقاطاً لقوات الحكومة السورية وقاعدة للقوات الروسية التي تمركزت في البلدة عقب تفاهمات مع قوات سوريا الديمقراطية العام الماضي إبان الغزو التركي لشمالي سوريا.

ووقعت تركيا مع كل من الجانبين الروسي والأميركي اتفاقيتين لوقف إطلاق النار في تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، إلا أن عين عيسى تشهد قصفاً واستهدافاً متكررين.

وقال مسلم مسلم (53 عاماً)، وهو نازح من ريف تل أبيض يقيم في عين عيسى: “الروس هنا وقوات الحكومة هنا والقوات الأميركية في شمال وشرقي سوريا، جميعهم لم يحمونا ليلة البارحة من القذائف التركية التي أرعبتنا وأدخلت الخوف في قلوب أطفالنا.”

ويتساءل “مسلم” وسكان آخرون عمن يجب أن يشتكوا إليهم، مادامت كل القوى موجودة على الأرض وتشاهد تعرض المدنيين للقصف.

ويرى أن “الجميع متفق علينا وأولهم الروس، كانوا نائمين مرتاحين ونحن لم نستطع النوم بسبب القصف.”

ويرى سكان في بلدة عين عيسى أن وجود القوات الروسية وقوات الحكومة السورية لا يشكل ضمانة لتطبيق وقف إطلاق النار.

وكان “مسلم” قد نزح، العام الماضي في مثل هذه الأيام، مع أفراد أسرته وسكان من تل أبيض بعد دخول الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلحة إلى منطقتي تل أبيض وسري كانيه (رأس العين).

يقول إنه قد يضطر للنزوح مرة أخرى إن استمر القصف التركي على بلدة عين عيسى.

وخلال هذا الأسبوع لوحده، تعرضت بلدة عين عيسى على مدار ست ليال متتالية للقصف المدفعي، كان أشدها فجر أمس.

وسقطت عشرات القذائف المدفعية في محيط بلدة عين عيسى في حين أن قذيفتين لم تنفجرا سقطتا على بيوت مدنيين في داخل عين عيسى، بحسب شهود عيان.

وكانت مصادر طبية قد كشفت، أمس الأربعاء لنورث برس، الأربعاء، عن أن خمسة مدنيين أصيبوا جراء القصف التركي على عين عيسى، بينهم ثلاثة بُترت أطرافهم.

كما طال القصف المدفعي مشفى الشهيد عمر علوش، ما أدى إلى تهدم في جدار غرفة التمريض الواقعة في الطابق الثاني من بناء المشفى، بحسب ما ذكرته إدارة المشفى.

وقالت مريم داود (43 عاماً)، وهي من سكان البلدة، إنها كانت تقوم بتعبئة خزان المياه في منزلها الواقع في الطرف الغربي، عندما سمعت دوياً قوياً.

“ظننت أنه قصف من طائرات فدخلت مرعوبة خوفاً على أطفالي.”

وأصابت قذيفة جدار حائط منزل “داود” من الجهة الغربية لتعقبها بعد لحظات قذيفة أخرى سقطت على جدار منزل جيرانها.

ولا تعرف مريم وغيرها من سكان البلدة متى سينتهي القصف التركي، وتكتفي بالقول: “ندعو الله أن يحمينا.”

إعداد: مصطفى الخليل/أحمد الحسن – تحرير: حكيم أحمد