الأسايش تحبط عملية فرار جديدة لـ”مهاجرات” داعش من مخيم الهول

حسكة – نورث برس

تمكنت قوى الأمن الداخلي (الأسايش)، بالتعاون مع مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية، فجر الثلاثاء الفائت، من إحباط عملية جديدة حاولت فيها أربع نساء من عائلات داعش الفرار مع أطفالهن من مخيم الهول شرق مدينة حسكة.

وشهدت الأشهر القليلة الماضية محاولات فرار مماثلة من المخيم الذي يضمّ آلاف العائلات بينها نحو عشرة آلاف شخص يعيشون في قسم مخصص لعائلات عناصر تنظيم داعش الأجانب “المهاجرات”.

وتنحدر ثلاث من النساء اللواتي ألقي القبض عليهن فجر الثلاثاء، من جمهوريات روسيا الاتحادية، بينما تنحدر الرابعة من أصول تونسية وتحمل الجنسية النمساوية.

وجرت محاولة الفرار من قسم “المهاجرات” في المخيم عبر خنادق تم حفرها في وقت سابق بهدف الحدِّ من عمليات التهريب.

وقالت مرحبا مراد (27 عاماً)، والتي تتحدر من العاصمة الروسية موسكو، وهي إحدى النساء اللواتي حاولن الهرب، لنورث برس، إنها لم تكن تعرف المهرّبين الذين كانوا ينتظرونهن خارج المخيم.

وأضافت أن إحدى “الأخوات” أخبرتها بوجود طريق للخروج من المخيم عند الساعة الواحدة ليلاً، ومن ثم إيصالهم إلى إدلب، دون أن تذكر مزيداً من التفاصيل.

ودخلت “مراد” برفقة زوجها فانيل رمضان وأطفالها “قبل نحو خمس سنوات إلى سوريا عبر تركيا”، وتنقلت من الرقة إلى الميادين فالشعفة وصولاً إلى الباغوز، لكن زوجها قُتِل في إحدى معارك الرقة، بحسب قولها.

وكانت أربع نساء برفقة أطفالهن، وشابة في مقتبل العمر برفقة أخوتها الصغار، من جمهوريات روسيا الاتحادية والخامسة من طاجيكستان، حاولن الفرار من المخيم في وقت متأخر من مساء الجمعة الماضية.

لكن القوى الأمنية في المخيم تمكنت من إفشال محاولتهن وإلقاء القبض عليهن.

في حين قالت حبسة علي منذر (27 عاماً)، من مدينة غراتس النمساوية، إنها لحقت بزوجها جهاد تاشيرك ذو الأصول التركية إلى سوريا عام 2015  ودخلت إلى سوريا عن طريق تركيا عبر معبر جرابلس الحدودي.

وتمكنّت “منذر” من إدخال هاتف محمول إلى قسم “المهاجرات”، وقالت إنها تلقت اتصالاً من إحدى النسوة التي تكلّمت معها بلغة عربية فصحى وأخبرتها بالخروج إلى الخندق وإن أحد المهرّبين سينتظرها خارج المخيم.

وتنقلت “حبسة” بين مدن ومناطق سورية مختلفة من الرقة إلى الميادين فإلى حقل العمر وأبو حمام والبحرة وصولاً إلى الباغوز بريف دير الزور.

وأشارت النمساوية التي تنحدر من أصول تونسية، أنها على تواصل دائم مع أهلها وأصدقائها في النمسا عبر ذلك الهاتف، وأنها تلقت قبل نحو عام “رسالة من إحدى المنظمات الحقوقية في النمسا لمساعدتها على العودة إلى بلادها.”

وقُتل جهاد تاشيرك، زوج “حبسة”، في أحد سجون داعش بدير الزور بعد اعتقاله من قبل “الأمنيين في التنظيم”، قبل أن يتعرض السجن للقصف ويُقتَل فيه مع عناصر التنظيم.

وناشدت الداعشية النمساوية حكومة بلادها لإعادتها إلى النمسا، وقالت إنها قَدِمت إلى سوريا لكي تلتقي بزوجها وفق روايتها.

وفي تصريحٍ سابق لنورث برس، قال إداري من قوى الأمن الداخلي (الأسايش) في المخيم، اكتفى بالتعريف عن نفسه بـ”عكيد”، إن خلايا تنظيم داعش “ما تزال نشطةً في المخيم.”

وأضاف: “هناك حالات قتل شبه يومية تنفذها الخلايا، إلى جانب حدوث محاولات فرار بطرق عديدة.”

وإحدى سبل عمليات التهريب التي باتت معروفة هي “التخفّي داخل صهاريج نقل المياه”، وجرت خلال الفترة الماضية إفشال محاولات عديدة مشابهة، بحسب الأسايش.

لكن “عكيد” قال إن قوى الأمن الداخلي لم تتمكن من إفشال بعض محاولات الفرار عبر السواتر أو الخنادق التي تم إنشاؤها على أطراف المخيم.

ولم تختلف رواية نوريانو قورفانوفا (30 عاماً)، من جمهورية داغستان الروسية، وهي أم لطفلين، عن رواية “حبسة” النمساوية من خلال طريق التواصل معها من قبل امرأة مجهولة.

ووصلت “قوريانوفا” إلى سوريا برفقة زوجها عن طريق تركيا، لتتنقل بين الرقة والميادين وهجين قبل أن ينتهي بها المطاف في مخيم الهول، بحسب قولها.

وذكرت أن زوجها، محمد سليمان، قد قُتِل على يد عناصر تنظيم داعش في مدينة هجين قبل عامين دون أن توضح السبب.

وبدورها، قالت إنها تواصلت مع عائلتها التي أخبرتها أن الحكومة الداغستانية ستعيدها إلى البلاد، ولكن عليها الانتظار لبعض الوقت “لأن الحكومة تسعى إلى استرداد الأطفال اليتامى بدايةً.”

إعداد: جيندار عبد القادر – تحرير: عكيد مشمش