دمشق – نورث برس
تباينت آراء الشارع في دمشق بخصوص صدور مرسوم بمنحة مالية لموظفي الحكومة السورية، صباح أمس الأربعاء، غداة رفع أسعار الوقود.
ويرى البعض أن المنحة “أفضل من لا شيء” وسط الحاجة الشديدة لعائلات ذات دخل محدود، بينما يرى آخرون أن مبلغ خمسين ألف ليرة سورية سيكون “بلا نتائج” تذكر.
وأصدر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الأربعاء، مرسوماً تشريعياً يقضي بصرف منحة لمرة واحدة بمبلغ مقطوع وقدره /50/ ألف ليرة سورية للعاملين المدنيين والعسكريين، و/40/ ألف ليرة للمتقاعدين منهم.
“جرعة إسعافية”
وقالت رولا العلي، وهي طالبة في جامعة دمشق، إن المنحة “تعد جيدة نوعاً ما وسط الغلاء الفاحش.”
وأضافت: “أنا كطالبة ليس لدي مسؤوليات عائلية، أما بالنسبة للعائلة، فهي أفضل من لا شيء.”
وشهدت غالبية المناطق في سوريا أزمات معيشية متلاحقة خلال سنوات الحرب، تفاقمت معظمها مع التدهور الحاد لقيمة الليرة السورية وتطبيق قانون العقوبات الأميركي “قيصر” منذ حزيران/يونيو الماضي.
لكن متوسط الرواتب الحكومية بقي في حدود /50/ ألف ليرة سورية، وهو ما أدى لتوجه عدد من الموظفين لممارسة أعمال إضافية أو ترك الوظائف الحكومية، بحسب تقارير سابقة لنورث برس.
“بلا نتائج”
وتخوفت مهندسة، طلبت عدم نشر اسمها، من “التداعيات السلبية في الأسواق (…) أجزم أن الأسعار وأولها أسعار السلع الغذائية سترتفع.”
بينما قال صحفي سوري يعمل في مؤسسة حكومية إن “المنحة في هذا الوضع الاقتصادي المتدهور وتزامنها مع ارتفاع أسعار الوقود الصناعي والبنزين، بلا نتائج.”
وأضاف أن “المنحة لا تتناسب مع غلاء المعيشة”، لأن زيادات الأسعار خلال الشهرين الماضيين فاقت قدرة الناس.
البطاقة العائلية
من جانبهم، انتقد أرباب عائلات من غير الموظفين المرسوم لأنه لم يشمل مساعدات لهم.
ورأى رامي عمار، وهو أحد سكان العاصمة، أن “الأفضل لو خصصت المنحة لكل الأسر بموجب البطاقة العائلية، فعندها ستكون أشمل في هذه الظروف الصعبة.”
لكن البعض استقبل خبر المنحة بالتندّر والتهكّم بسبب تدّني قيمتها وتخصيصها بمرة واحدة.
وقال أحدهم: “بات بإمكاننا أن نشتري نصف صفيحة زيت”، وردَّ آخر: “ويمكن أن نأكل الفروج.”