بعد فصل المدرسين.. قرار مفاجئ من جامعة إسطنبول بحق الطلاب السوريين

إسطنبول ـ نورث برس

أعرب عدد من الطلاب السوريين في “جامعة إسطنبول”، أمس الثلاثاء، عن صدمتهم الكبيرة برفع رسوم التسجيل في الجامعة بشكل مفاجئ.

وسبق هذا القرار المتعلق بالطلاب السوريين، قرار آخر صدر من الحكومة التركية تم بموجبه فصل عدد من المدرسين السوريين المتطوعين في المدارس التركية من دون أي سابق إنذار.

وكانت مصادر مهتمة بأحوال اللاجئين السوريين في تركيا، قد قالت مؤخراً، إن الجهات التركية المسؤولة عن القطاع التعليمي فصلت عدداً من المدرسين السوريين المتطوعين في المدارس التركية، دون أي سابق إنذار.

وذكر أحد المدرسين المفصولين لنورث برس، أن “مديريات التربية وحسب متابعتنا للأمر تضع حججاً واهية (…) لتقوم بفصل المدرس السوري”.

وتأتي تلك التطورات عقب انتقال ملف المدرسين السوريين من منظمة “اليونيسيف” التي كانت مسؤولة عن تسليمهم الرواتب الشهرية، إلى الحكومة التركية التي باتت مسؤولة عن هذا الملف بشكل كامل.

وأصدرت وزارة التربية والتعليم التركية، قبل أيام، قراراً ينص على أن يعامل الطالب السوري معاملة أي طالب أجنبي آخر، خاصة فيما يتعلق بمسألة دفع الرسوم.

وتفاجئ الطلاب السوريين برسالة وصلة إليهم، أمس الثلاثاء، جاء فيها، “وفقاً للقرار المشار إليه من قبل وزارة التعليم العالي (YÖK) فقد أقرت الجامعة بوجوب دفع الرسوم الدراسية على الطلاب السوريين.”

وقال عدد من المهتمين بشؤون السوريين في تركيا، إنه من غير الواضح الأسباب التي دفعت بوزارة التعليم لرفع الرسوم على الطلاب بشكل مفاجئ.

وأشاروا إلى أن القرار سيطال كل الجامعات التي يدرس فيها سوريون.

ويبلغ عدد الطلاب السوريين في عموم تركيا نحو /30/ ألف طالب من بينهم خمسة آلاف طالب في ولاية إسطنبول لوحدها، وذلك بحسب إحصاءاتٍ غير رسمية.

وقال قيس الحسن، وهو حقوقي مهتم بأمور اللاجئين السوريين في إسطنبول، إن “الطلاب السوريين وقبل هذا القرار كانوا يدفعون رسوماً سنوية بسيطة جداً كونه تم إعفائهم من الرسوم المرتفعة بسبب ظروف اللجوء.”

“مؤشر غير مريح”

وأضاف لنورث برس: “أما اليوم فيبدو أن السياسة التركية تجاههم قد تغيرت وهذا مؤشر غير مريح بالنسبة لكثير من الطلاب.”

وعلى الطلاب السوريين بعد اليوم، بحسب الحقوقي، دفع كامل رسوم التعليم حسب الفرع في جامعة إسطنبول الحكومية.

وكان كل قسط فصلي يتراوح بين /150/ إلى /300/ ليرة تركية، أما اليوم أصبح الدفع الفصلي لفرع الآداب مثلاً /2000/ ليرة تركية أي /4000/ ليرة تركية في العام الكامل، تقريباً /550/ دولار.

وإذا أراد الطالب السوري أن يدرس الطب مثلاً فإن “تكلفة الدراسة تصل إلى /30/ ألف ليرة تركية، أي ما يعادل /3700/ دولار سنوياً، وكذلك الصيدلة /15/ ألف ليرة تركية سنوياً”، بحسب “الحسن”.

وأشار إلى أن “الطالب السوري كان معفياً من هذه الأرقام لأن المساعدات المادية من الاتحاد الأوروبي مخصصة للتعليم والصحة، وهنا السؤال الأبرز ماذا حدث اليوم ليتم إصدار هذا القرار المفاجئ.”

وقال مجد الجاسم، وهو أحد الطلاب وينحدر من ريف حماة، إن “القرار سيزيد من معاناة الطالب السوري الذي تعب واجتهد من أجل الحصول على مقعد في تلك الجامعة.”

وأشار “الجاسم” في حديث لنورث برس، إلى أن “الشيء المساعد له هو الرسوم المنخفضة والتي كانت تتناسب مع وضع عائلتي كلاجئين.”

“محبط لآمال السوريين”

وأضاف “الجاسم” أنه “لا يمكن وصف هذا القرار سوى بأنه محبط لآمال السوريين، وأنه سيزيد من احتمالية تسرب الطلاب عن الجامعة للبحث عن عمل لتأمين المصاريف اللازمة لإكمال تعليمهم.”

طالب آخر ويدعى “قصي أبو الحارث” والمنحدر من مدينة الرقة قال: إنه “قررنا التنسيق فيما بيننا كطلاب سوريين من أجل تقديم عريضة لرئاسة جامعة إسطنبول للنظر في إعادة قرار الإعفاء من القسط الدراسي للطلاب السوريين في الجامعة.”

وأعرب “أبو الحارث” عن أمله في أن تتم الاستجابة لمطالبهم.

وقال “نعلم أن الأمل ضعيف كون القرار صدر ولا رجعة فيه، وسابقاً كان هناك العديد من القرارات المتعلقة بنا كسوريين وقدمنا العديد من الاعتراضات دون أي جدوى.”

أما الطالب “محمود الشامي” والذي ينحدر من ريف دمشق ويقيم في ولاية كوجايلي قال: إن “جامعة كوجايلي أصدرت نفس القرار، وبات على الطالب السوري أن يدفع مثل أي أجنبي.”

وأجمعت عدة مصادر أن الدعم الأوروبي المقدم لتركيا من أجل دعم الطلاب اللاجئين السوريين قد توقف، ولم يعد لدى الحكومة التركية القدرة على تحمل أعباء أقساط السوريين، وفق تعبيرهم.

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد