في خرق واضح للاتفاقات المبرمة.. المعارضة المسلحة تقصف عين عيسى شمالي الرقة

إسطنبول / قامشلي ـ نورث برس

شنت فصائل المعارضة المسلحة، في وقت متأخر من ليلة أمس الثلاثاء، هجوماً مباغتاً بقذائف المدفعية والهاون على بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي المأهولة بالسكان، في محاولة لاقتحامها من قرية سيدا القريبة منها.

وتمكنت القوات المسيطرة على البلدة من صد تلك المحاولة وتكبيد فصائل المعارضة المسلحة خسائر في صفوفها.

وأجبرت على إثرها تلك الفصائل على التراجع عقب اشتباكات مع قوات الأمن الداخلي في البلدة استمرت عدة ساعات.

ورأى مراقبون أن هذا الهجوم من قبل فصائل المعارضة المسلحة، خرق واضح للاتفاقيات المبرمة بين روسيا وتركيا.

ويتواجد في المنطقة قواعد للقوات الروسية ونقاطاً عسكرية لقوات الحكومة السورية، والتي تتمركز بموجب تفاهمات مع قوات سوريا الديمقراطية في تلك المنطقة.

وكانت تركيا وقعت مع كل من الجانبين الروسي والأميركي، اتفاقيتين لوقف إطلاق النار في تشرين الأول/أكتوبر 2019، إلا أن عين عيسى تشهد خروقات مستمرة من قبل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا.

محاولة للفت الأنظار

وقال سليم الخراط، أمين عام حزب التضامن الديمقراطي، والمقيم في دمشق، إن “قصف بلدة عين عيسى ليس إلا محاولة للفت الأنظار عن الانسحابات القادمة للقوات التركية من إدلب وجنوبها وإفراغ كافة نقاط المراقبة.”

وأضاف “الخراط” لنورث برس، أن “روسيا الضامن لوقف النار تعتبر قصف أمس تجاوزاً.”

ولكنه في الاستراتيجيات والاتفاقات يتم كل شيء باسم وتحت عنوان مصطلح: “التكتيك، لكن بالاتفاقات الخاصة بين الكواليس وتحت الطاولات حفظا لماء الوجه” بحسب “الخراط”.

وأضاف: “أما موقف الحكومة السورية من هذا القصف فهو موقف ثابت باعتبار التركي غازي ومحتل وشريك للإرهابيين.”

ويرى أن الأمور ستتجه بشكل عام وفق الاتفاقات المعلنة وغير المعلنة، “نحو بداية الختام في القضية السورية.”

وتمتاز بلدة عين عيسى بأهمية استراتيجية نظراً لوقوعها على الطريق الدولي (M4).

وحول وجهة النظر الروسية، قال سامر إلياس، وهو محلل سياسي مختص بالشأن الروسي، إن “هناك أكثر من احتمال لما جرى في بلدة عين عيسى.”

وربما يكون قرار سحب تركيا نقاط المراقبة من إدلب، بحسب “إلياس”، أثار غضب بعض العناصر التابعة للفصائل السورية المنتشرة في تلك المنطقة.

وأشار في حديث لنورث برس، إلى أن “كثيرين يرون أن تلك الخطوة التركية تأتي في إطار التخلي عن إدلب وصفقات متبادلة مع الجانب الروسي، ولذلك قاموا باستهداف البلدة لإثارة نوع من القلقلة.”

ولم ترد روسيا حتى الآن على هذا الاستهداف، وهي مهتمة بأن يكون هناك استقرار في منطقة الـ(M4)، “كونها تنظر إلى أن هذا الطريق يمكن أن يؤمن حلولاً اقتصادية للنظام”، بحسب “إلياس”.

كما تسعى أيضاً من خلال حفاظها على استقرار المنطقة، تعزيز دورها في شمال شرقي سوريا بشكل كامل، وفق المحلل السياسي.

رسائل للجانب الروسي

وأشار “إلياس” إلى أن “الاحتمال الثاني ربما يكون أن روسيا تنظر إلى هذا الموضوع على أن تركيا حركت مجموعة من المقربين لها لإرسال رسائل للجانب الروسي.”

وتتضمن تلك الرسائل، أنه يجب على روسيا أن تقوم بخطوة تعويض ربما عن انسحاب النقاط التركية من جنوب خط (M4) في منطقة إدلب.”

وتتمثل الخطوة التعويضية “عبر إتمام صفقة أو الإيفاء بوعود شفوية سابقة بالانسحاب من منطقة تل رفعت وبعض القرى المحيطة بمنبج ضمن تفاهمات سابقة”، بحسب المحلل السياسي.

وهذا أيضاً، بحسب “إلياس”، يمكن لاحقاً أن تبرره تركيا بأنها “تحافظ على الأمن في إدلب وأن النظام لن يتقدم وأخذت ضمانات على ذلك.”

وأمس الثلاثاء، أكدت مصادر محلية لنورث برس، أن الجيش التركي انسحب من نقطة المراقبة العسكرية في منطقة مورك بريف حماة الشمالي.

وتوجهت الأرتال العسكرية التركية صوب جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

ورجحت المصادر أن ذلك يأتي في إطار تفاهم جديد مع روسيا، لكن لم يتم الكشف عن تفاصيله أو الإعلان عنه رسمياً حتى الآن.

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد