صحفي أرمني تركي الجنسية: النظام التركي تحول إلى تبني أيديولوجيا توسعية

واشنطن – نورث برس

قال الصحفي الأرمني، هايكو باغدات، في حوارٍ خاصٍ لـنورث برس، إن التغيير الحاصل في بنية النظام التركي حوَّل البلاد إلى نظام أيديولوجي يحاول استعادة أهداف وطموحات العثمانية الجديدة.

وأضاف أن السياسات التركية وتحركات الجيش التركي باتت تخدم هذا الهدف.

وافتتحت السلطات التركية نحو /21/ تحقيقاً  خلال السنوات الماضية بحق الصحفي الأرمني “باغدات” والذي يحمل الجنسية التركية، كما مثل أمام المحكمة العام 2015 بسبب وصفه لرئيس بلدية أنقرة السابق، مليح كوكجَك، بـ”الأرمني”.

وكان “باغدات” قد قال في تصريحات صحفية: سأقول لكم لماذا وصفت “جوكجَك” بأنه “أرمني”، لأنه كلما أتيحت له الفرصة (…) يشرع في اتهام كل من يعارضه بأنه “أرمني”.

وأضاف “باغدات” أن “كوكجَك” يتحدث دائماً عن أن المواطنين ذوي الأصول الأرمنية يخونون الوطن، “وأنهم يقفون وراء كل خراب وكل مصيبة تشهدها البلاد.”

“سياسة قومية دينية”

وأشار “باغدات”، المقيم حالياً في ألمانيا، إلى أن سياسة تركيا الحالية قائمة على أساس ديني وقومي ومن منطلق الرغبة بإصلاح الأحوال عبر التوسّع في المنطقة.

 وقال إن هذا يقوّي تياراً إسلامياً فاشياً موجوداً بقوة في تركيا وهو يؤيد هذا التوجه لدى النظام الحاكم.

وأضاف أن “التيار المتشدد في تركيا هو من رسم كل الاستراتيجيات التركية تجاه سوريا وعمل على مساندة الجماعات المتطرفة.”

وقال إن هناك تجاهلاً للتيارات السورية العلمانية في مقابل دعم محور الإخوان المسلمين الذين ترسلهم تركيا للقتال كمرتزقة مأجورين في مختلف أنحاء العالم.

واعتبر الصحفي أن “تركيا باتت بلداً يقود ثلة من العصابات الأجنبية.”

وكان “باغدات” قد قال في تصريحات صحفية في العام 2014، إن سياسة الإنكار التي انتهجتها تركيا إزاء مذبحة الأرمن على مدى /99/ عاماً لم تؤثر فقط على الأرمن.

وأضاف حينها أن “الشعب التركي نفسه عانى ويلات التعذيب والإعدام والطرد ولم يكن مسموحاً لأحد أن يتحدث عن تلك المذبحة علانيةً.”

“العالم يتغير”

لكن “باغدات” يرى الآن أن العالم يعيش اليوم مرحلة تغيير محوري لشكله القديم، ليس فقط في الشرق الأوسط بل أيضاً في منطقة القوقاز .

وقال إن الحدود السياسية الراهنة ستتغير وستتغير معها الأيادي المسيطرة على الطاقة، فيما فشلت أوروبا والولايات المتحدة، بحسب قوله، في لعب دور إيجابي في هذا الصدد.

وأشار “باغدات” إلى أن العالم الغربي، على العكس، أصبح المسؤول عن المعاناة والفوضى وإراقة الدماء التي تعاني منها الكثير من الشعوب.

وقال إن الغرب لا يملك حلاً لمشكلة اللاجئين لذا يعطي تركيا الحرية المطلقة للتصرّف، “حتى وإن كانت استراتيجيتها تحويلهم إلى مرتزقة وقنابل موقوتة لنشر الفوضى والخراب والصراعات في العالم.”

وأضاف “باغدات” حول تجربته كصحفي في تركيا ، أنها قضت على آخر ما بقي من ملامح صحافة وإعلام حر على أرضها.

وأشار إلى أن الحكومة التركية تتهم أي صحفي أو ناشط أو معارض بالإرهاب أو الارتباط بمجموعات متطرفة ليتم القضاء على أي صوت معارض.

ويصف الصحفي المرحلة التي تمر بها تركيا بـ”السوداوية والأكثر ظلامية في كل تاريخ الجمهورية التركية منذ قيامها.”

ويعتبر” باغدات” أن أردوغان عرّى تركيا من كل إنجاز تغنّت به الجمهورية التركية في الماضي.

“مواجهة شعوب المنطقة”

ووصلت تركيا إلى نقطة مواجهة مع عدد كبير من الشعوب التي ارتكبت تركيا بحقها جرائم لا تحصى من الأرمن والكرد وغيرهم، وفق الصحفي الأرمني.

وقال إن تأجيج أردوغان للحرب بين أذربيجان وأرمينيا، ليس مدفوعاً برغبته لمساعدة أذربيجان أو إنهاء الصراع، بل هو معبر جديد بغرض الحصول على موطئ قدم في القوقاز.

وأضاف هايكو باغدات: أما بالنسبة لنا نحن كأرمن يعيشون في تركيا وفي كل أصقاع العالم، فهذا مؤشر خطير يذكرنا بتاريخ تركيا الإبادي بحقنا والذي لم تدفع تركيا ثمنه بعد معنوياً ومادياً.

وأشار إلى أن هذا أمر يولّد المخاوف “بتكرار المأساة التي عاشها شعبنا في الماضي.”

إعداد: هديل عويس – تحرير: جان علي