صناعيون في السويداء يشتكون من عدم تأهيل البنية التحتية للمنطقة الصناعية
السويداء – نورث برس
يشتكي أصحاب محال ومقاسم في المناطق الصناعية في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، من بدائية منشآتهم التي تفتقر إلى الكثير من الطرق والخدمات التحتية والمرافق الصحية الضرورية.
ويرى هؤلاء أنهم وعمالهم يعملون وسط ملوّثات وأخطار، ما يجعل السلامة المهنية غائبة رغم أنها جزء هام من عملية التنمية الصناعية.
ويعود إنشاء المنطقة الصناعية في مدينة السويداء إلى العام 1991 بقرار من وزارة الإدارية المحلية آنذاك.
وقال مزيد أبو خير (57 عاماً)، وهو مالك أقدم محل صناعي في المنطقة الصناعية بالسويداء، إن كل وعود تطوير المنطقة الصناعية، التي قُدِّمت من قبل غرفة اتحاد الحرفيين والصناعيين عند الاكتتاب على المحال، باءت بالفشل.
وأضاف لنورث برس: “مع قدوم فصل الشتاء، تكثر المستنقعات الكبيرة التي تعيق مرور الآليات.”
وكان “أبو خير” وآخرون من أصحاب المقاسم الصناعية ينتظرون منذ أكثر من /30/ عاماً تأهيل المنطقة الصناعية من حيث شقّ الطرق وتعبيد الطرق الترابية داخلها.
لكنه يتساءل اليوم: “أين ميزانية الـ/150/ مليون ليرة التي وعدنا بها وزير الإدارة المحلية حسين مخلوف حين قام بزيارة مفاجئة إلى المنطقة الصناعية واطلع على البنية التحتية المزرية هنا؟”
ويرى أصحاب محال في المنطقة الصناعية أن تلك الأموال “ذهبت لجيوب المستفيدين الحكوميين” المعنيين بتحسين الواقع الخدمي والصحي بالمنطقة الصناعية.
وقال جلال سعيد (49 عاماً)، وهو صاحب منشأة تلبيس ورق PVC (يلصق بالأخشاب في صناعة وتصميم المطابخ)، إن كمية المخلّفات البلاستيكية والنفايات في المنطقة الصناعية تُقدَّر بثلاثة أطنان يومياً.
وأضاف لنورث برس أن تلك الكميات تُلقى في حاويات قديمة “أكل الزمان عليها وشرب”، ومن ثم يقوم بعض أصحاب الأكشاك بحرقها، ما يجعل الهواء ملوثاً والعمال والسكان الذين يقطنون بمحاذاة المنطقة معرضين للأمراض.
وكان صناعيون قد قاموا بمناشدة الغرفة الصناعية بالسويداء ومجلس المدينة لإحداث مكبّات صناعية خاصة بمخلّفات المواد الصلبة والبلاستيكية لإعادة تدويرها من جديد والحصول على منتجات صناعية جديدة.
كما قال “سعيد” إنه قدّم مشروعاً متكاملاً لحلِّ المشكلة بالتعاون مع بعض الشركاء الصناعيين وبالتشبيك مع الجهات البلدية الحكومية، “لكن لا حياة لمن تنادي، رُميت كلُّ تلك الدراسات البيئية بين غبار الإدراج.”
وأشار إلى أن هناك أحزمة خضراء مقررة في مخططات إنشاء المنطقة الصناعية، ويفترض أن تكون مزروعة بأشجار تساهم في التخفيف من التلوّث، “لكن لم يتم تنفيذ أيّ منها على أرض الواقع.”
وقال المهندس أشرف الصحناوي، وهو مدير المناطق الصناعية والحرفية في محافظة السويداء، إن “عقبات كبيرة” تعترض تنمية المناطق الصناعية في محافظة السويداء في الوقت الراهن، أبرزها العجز المالي الحكومي.
ويبلغ عدد المناطق الصناعية المنجزة في محافظة السويداء خمس مناطق تضمُّ حوالي /1173/ مَقسما ،كما أن عدد المشاريع الاستثمارية المُستَلمة في المحافظة منذ عام 1991 وحتى الآن هي /89/ مشروعاً بقيمة /12/ مليار ليرة سورية، بحسب “الصحناوي”.
كما حمّل أصحاب الحرف الصناعية الجانب الآخر من المسؤولية، إذ يمكنهم برأيه إحداث صناديق صناعية مالية مستقلة تموَّل بها أعمال تحسين الطرقات بين أروقة المناطق الصناعية.
وأضاف “الصحناوي” لنورث برس “أن الحكومة لا تستطيع وحدها النهوض بالواقع البنيوي والخدمي المتردي في المناطق الصناعية في ظل واقع اقتصادي منهار في البلاد.”