معهد دراسات الخليج في واشنطن: الانتخابات وراء تواصل ترامب مع دمشق

واشنطن – نورث برس

قال مدير معهد دراسات الخليج في واشنطن جورجيو كافييرو، إن الأنباء عن زيارة مسؤول من الإدارة الأميركية لدمشق يُقرأ في سياق إقبال ترامب على الانتخابات الرئاسية.

 وأضاف “كافييرو” في حديث لنورث برس أن ترامب يرغب بتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات قبل موعد الانتخابات.

وقال أيضا: “يبدو أن التواصل مع دمشق هو أحد التحركات المدفوعة برغبته بتحرير أكبر عدد ممكن من السجناء الأمريكيين في الخارج.”

وأضاف “كما يسعى إلى إقناع أكبر عدد ممكن من الدول العربية للمضي بعملية السلام مع إسرائيل.”

“صفقة فاشلة”

واستبعد “كافييرو” إتمام الصفقة مع دمشق، خاصة وأن إيران ولأسباب عملية لا ترغب بإعادة انتخاب الرئيس ترامب مرة أخرى.

 وأرجع السبب إلى أن طهران تملك اليوم قدرة كبيرة للضغط على دمشق لمنع حدوث صفقة مع واشنطن.

وأضاف “كافييرو” في ظل عقوبات قيصر والضغوطات الاقتصادية التي تتعرض لها دمشق فإن إيران هي الداعم الاقتصادي الوحيد للأسد في معركته مع العقوبات.

 وهذا ما يزيد من قدرة إيران على التحكّم بقرارات دمشق، “لذا يستبعد أن تقبل إيران بمنح ترامب انتصاراً سياسياً قبل أسابيع من الانتخابات”، حسب “كافييرو”.

ورجح “كافييرو” فشل عملية التفاوض بسبب وجود عدد كبير من العراقيل.

 وقال: “لكي يحصل ترامب على السجناء عليه أن يقدّم تنازلات صعبة لدمشق، من رفع العقوبات إلى مطالبة دمشق بالانسحاب الأميركي الكامل من سوريا.”

كما استبعد “كافييرو” أن يكون هناك أي تغيير في السياسات الأميركية تجاه سوريا لتحقيق هدف الإفراج عن السجناء.

إلا أن ترامب يحاول إقناع الأميركيين بأنه حاول مساعدة الأسرى الأميركيين والسجناء المنسيين في دول العالم كافة ، حسب رأيه.

وقال “كافييرو” إن عهد ترامب لم يحمل أي إنجازات كبرى على صعيد السياسات الخارجية بما في ذلك اتفاقيات السلام بين دول عربية وإسرائيل.

وأضاف “لا يهتم بملف إسرائيل سوى بعض الإنجيليين في ولايات مثل “نورث كارولاينا” و”أوهايو” و “ترامب حاول إرضاءهم قدر الإمكان.”

“رجل مفاجآت”

وتوقع مصدر لبناني حدوث تدخل من روسيا وإيران في قرار دمشق بعد أن تواصلت معه واشنطن.

وأشار المصدر إلى أن روسيا ترغب بانسحاب القوات الأميركية من سوريا، بينما ترغب إيران رؤية الأسد يتجاهل مطالب ترامب ما لم تقدّم واشنطن تنازلات كبيرة.

من جانبه قال الباحث في معهد الشرق الأوسط الأميركي نيك جرينستيد، إن الرئيس ترامب رجل المفاجآت وقد يفعل أي شيء قبل الانتخابات.

وأضاف “جرنستيد” يجب أن لا ننسى أن ترامب قد يعرّض السياسات الأميركية للخطر ويقوم بأي خطوة متهورة لتسجيل نقاط داخلية.

وقال أيضا: “قد نراه مثلاً ينسحب من قاعد التنف العسكرية الأميركية في جنوب غرب سوريا مقابل الحصول على السجناء الأمريكيين في سوريا.”

واستبعد “كافييرو” أن يقوم ترامب بأي انسحاب من شمال وشرقي سوريا خاصة أنه يرى أن تركيا تسعى للانسحاب من بعض نقاطها في شمال شرق وغرب سوريا.

واعتبر جورجيو كافييرو مدير معهد دراسات الخليج في واشنطن  أن الانسحاب التركي ممكن بسبب تركيز أنقرة على منطقة القوقاز  حالياً، ما يعزز رغبة واشنطن للبقاء في سوريا.

 إعداد: هديل عويس- تحرير: جان علي