موسكو توقف باخرة نفط سورية جراء خلاف سياسي واقتصادي مع دمشق
نورث برس
كشف تقرير نشره موقع الحرة الأميركي، الإثنين، عن نشوب خلاف بين دمشق وموسكو، تسبب بإيقاف باخرة نفط مطلع الشهر الجاري كانت متجهة إلى سوريا.
ويعتقد أن ممول الباخرة التي كانت متجهة إلى سوريا لتخفيف أزمة الوقود فيها، هو رجل الأعمال أحمد الكزبري، ورئيس وفد الحكومة في اللجنة الدستورية.
أسباب الأزمة
ونقل التقرير عن مصادر معارضة أن أسباب الخلاف تتعلق بضغوط روسية على دمشق من أجل توقيع اتفاقيات اقتصادية مع موسكو.
وأضافت أن روسيا تضغط أيضا لتحقيق تقدم في العملية السياسية واللجنة الدستورية، كما أن الخلاف يتعلق بأمور مالية وغرامات للسلطات الروسية.
وأشار التقرير إلى أن الأزمة تعود إلى تاريخ السادس من الشهر الجاري، حين كان وفد من الحكومة السورية يزور موسكو لبحث تخفيف الآثار السلبية على الاقتصاد السوري.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد قال الشهر الماضي، إنه يريد زيادة الاستثمارات الروسية لمساعدة بلاده على تحمّل العقوبات الأميركية الجديدة المفروضة على الاقتصاد السوري.
ونقل التقرير عن الكاتب السوري، غسان إبراهيم قوله إن “موسكو لم تقدم شيئاً، بل على العكس طلبت أن يتعاون النظام في إنجاح اللجنة الدستورية.”
وتريد الأمم المتحدة تشكيل هذه اللجنة، في خطوة ضمن جهود إيجاد حل سياسي لإنهاء الحرب في سوريا، لكن لم يتم التوصل حتى الآن إلى اتفاق بشأنها.
رسائل متبادلة
وأضاف إبراهيم: “النظام رد على عدم الدعم الروسي بعرقلة اتفاقيات سابقة معها تتعلق بالفوسفات ومشاريع أخرى ذات صلة بالموارد الطبيعية السورية”.
وذكرت وسائل إعلام محلية سورية أن الرئيس السوري أجرى، قبل أيام، عدة تغييرات في شركات الفوسفات والغاز، والتي كانت روسيا قائمة على استثمارها.
وذكرت وسائل إعلام معارضة أن الأسد اتخذ قراره “عقب فشله في الحصول على قرض أو خط ائتماني لازم لشراء القمح والمواد الأساسية التي تحتاجها مناطق سيطرته”.
ونسبت صحيفة الوطن الموالية، الأحد، إلى وزير الاقتصاد في الحكومة السورية قوله إن سوريا بحاجة إلى استيراد ما بين /180/ و/200/ ألف طن من القمح شهرياً.
وبحسب المحلل السياسي غسان إبراهيم، فإن هذه المؤشرات تقول إن “روسيا منعت مغادرة الباخرة، بحجة الاستحقاقات المالية، كرد على تصرفات النظام”.
وشكك مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، في أن يكون ثمة خلاف بين روسيا وسوريا، بحسب التقرير.
وقال “عبدالرحمن”: “النظام السوري لا يستطيع رفض أي شيء تأمر به روسيا. هذا الخلاف في الإعلام فقط”.
لكن المعارض غسان إبراهيم، يعلق: “من يعرف النظام السوري يفهم تصرفاته. هو نظام هش ويعلم أن أي التزام، حتى مع حلفائه الروس… سيؤدي إلى انهيار داخلي”
وأشار” إبراهيم” إلى أن رفض دمشق لأي تغيير مهما كان. لأنها تفصل الحل على مقاسها. “وليس كما ترغب الأمم المتحدة، وفق الوصفة الروسية”.
“المشكلة إيران”
وأردف: “الأسد يرفض تغيير الدستور، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بإشراف دولي، وإقامة دولة لا مركزية، الأمر الذي يتعارض مع رغبة روسيا”.
ويرى “إبراهيم” أن مشكلة روسيا في سوريا هي إيران، “فكلما زاد الضغط على النظام كلما اقترب من الإيرانيين”.
وعن احتمالية التصعيد الروسي ضد دمشق في الأيام المقبلة، قال: “الروس يصعّدون … ويدرسون ضغوطاتهم على الأسد بذكاء، بطريقة لا تسمح له بالهرب نحو المعسكر الإيراني”.
وتمكن الأسد، بمساعدة القوة الجوية الروسية الضخمة وميليشيات مدعومة من إيران، من استرداد معظم الأراضي التي خسرها في الصراع المستمر منذ نحو عشرة أعوام.
واستبعد “إبراهيم” أي تصعيد قبل الانتخابات الأميركية والتنسيق مع الولايات المتحدة على مستقبل الحل، “قبل ذلك سيكون التصعيد الروسي محدود على النظام”.