سياسيون سوريون: “السورنة “مصطلح يتخطى الصوملة والأفغنة في إثارة الرعب

دمشق – نورث برس

بات مفهوم أو مصطلح “السورنة” نموذجاً ومثالاً للدلالة على حال الدولة الفاشلة، وكثرت التحذيرات في أكثر من بلد في أعقاب اندلاع مظاهرات شعبية  تحذر من تكرار السيناريو السوري.

ويرى سياسيون وإعلاميون أن مصطلح “السورنة” يتجاوز “الصوملة” و”الأفغنة ” و”العرقنة” في استخدامه للتحذير من تدهور الأوضاع، وهو ما يكشف فداحة ما حلَّ بسوريا وشعبها بعد عقد من الحرب.

“انهيار الدولة”

وقال حسام ميرو، وهو رئيس الحزب الدستوري السوري (تأسس في تموز/يوليو 2017 خارج البلاد)، إن مصطلح “السورنة” يدلُّ على “انهيار الدولة الوطنية، وإن التطورات غير مستقلة عما يجري في المشرق العربي أو عموم الإقليم.”

وأضاف لنورث برس أن “السورنة” يشير إلى “قياسها بنماذج الصوملة والأفغنة، ووجود عوامل ومعطيات خاصة بالحالة السورية تجعل لها مواصفات معينة.”

“ميرو”، المقيم في ألمانيا، ذكّر بتصريحات الأخضر الإبراهيمي ،مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا في عام 2013، “وتحذيره من تدهور الأوضاع، وذهابها نحو النموذج الصومالي.”

 وتضمُّ الحالة السورية اليوم عوامل مقاربة كثيرة مع الصومال وأفغانستان، خصوصاً لجهة طول أمد الصراع وقيام سلطات أمر واقع متعددة، وظهور التنظيمات الراديكالية، بحسب “ميرو”.

ويرى رئيس الحزب الدستوري السوري أن “العامل الجيوسياسي لعب دوراً مهماً في تطور الحدث السوري، بالإضافة إلى التعدد الإثني والديني والطائفي، ووقوع سوريا بين ثلاث قوى إقليمية كبرى هي تركيا وإيران وإسرائيل.” 

“حرب بلا نهاية”

 وقالت روشن قاسم، وهي صحفية وكاتبة كردية سورية تقيم في السليمانية ،”إن التخوف الأكبر لما بات يعرف “بالسورنة ” هو من حرب بلا نهاية ، وجيوش مرتزقة تُشترى وتُباع، إضافةً لما حلَّ بسوريا من خراب ودمار وقتل وتهجير.”

وأضافت لنورث برس أن “المفهوم الأعمق للمصطلح، يتركز في تعدد اللاعبين الدوليين والإقليميين، واستحالة التوصّل إلى تسويات بين كافة الأطراف التي تدير الصراع لمصلحتها، لدرجةٍ بات فيها السوري خارج لعبة التسويات والحل.”

وتعدد الصحفية “قاسم” تعقيدات الحرب في سوريا، بدءاً من الموقع الجيوسياسي ومصالح الدول وخلق أنواع من الصراعات داخل البلد على الموارد و الجغرافيا من خلال التغيير الديمغرافي والتهجير القسري.

 بالإضافة إلى الهيمنة الأيديولوجية والطائفية المتشددة الموالية لتركيا أو إيران، والصراعات القومية وأبرزها القضية الكردية، والدور التركي في المساومة مع اللاعبين الآخرين لمنع أي تقدم بملف الحل والتسويات.

لكن الأخطر، برأي قاسم، هو دور تركيا  في رسم مستقبل  البلد، “بعد أن احتلت  أنقرة مناطق في شمالي سوريا وباتت لاعباً رئيساً، وشكلت جيشاً من المرتزقة السوريين وأرسلتهم إلى  ليبيا وأذربيجان.”

تحذيرات من “السورنة”

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد حذر من خطورة وتداعيات الأوضاع الأمنية في ليبيا ودول المنطقة، ومن خطورة تكرار التجربة السورية والصومالية.

وأشار تبون، خلال زيارته لوزارة الدفاع الجزائرية الأسبوع الماضي، إلى أن الصراع في ليبيا يجري بين قوى كبرى هي نفسها تقريباً التي تتصارع في سوريا.

وتتشابه الأوضاع في ليبيا مع حالة الحرب في سوريا من حيث الوجود التركي المتزايد، والتنظيمات المسلّحة والميليشيات التي تحترف القتل على الهوية السياسية والجهوية والدينية، إلى جانب التشابكات الإقليمية والمصالح الدولية.

وكان التشابه مع الوضع السوري قد لاحَ في الجزائر عام 2019، كما تم التحذير منه في السودان ،وقبل ذلك  في المغرب إبان احتجاجات الريف حيث سيطر التخويف من إثارة الفتن والسقوط في مستنقع يشبه ما جرى في سوريا.

وحتى في السعودية عام 2017 انتشرت تحذيرات تدعو السعوديين إلى تجنب تكرار السيناريو السوري.

ولم يقتصر التحذير من “السورنة” على المنطقة، بل تجاوزه إلى الأروقة الدولية، إذ أعرب وزير الخارجية الفرنسي، جان-إيف لودريان، عن أسفه لـ”سورنة” النزاع في ليبيا.

“أسوا من الأفغنة”

أما عادل الهادي، وهو محام وسياسي سوري يقيم في شهبا شمال السويداء، فيرى أن “الصراع لم يعد في سوريا بل أصبح على سوريا.”

وأضاف: “هذا يجعله أسوأ من الأفغنة والصوملة.”

ويرى “الهادي” أنه “كلما كان عدد الدول المسيطرة على الأرض أكبر، سواءً بشكل مباشر أو بواسطة وكلائها، أصبح الوضع أكثر تعقيداً.”

إعداد: أوس حمزة – تحرير: حكيم أحمد