ليلى.. إيزيدية تخلصت من داعش وتأجل وصولها لأهلها بسبب كورونا

الحسكة – جيندار عبدالقادر – نورث برس

 

تلخص قصة ليلى (17 عاماً)، إحدى المختطفات الإيزيديات، قصص الآلاف من الفتيات والنساء اللواتي اختطفن إبان هجوم "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) على قضاء شنكال/سنجار، شمالي العراق، في العام 2014، إلا أن الفارق هنا هو كونها كانت "طفلة لا تعلم شيئاً عن الديانة الإيزيدية يوم اختطفت".

 

ليلى مراد عيدو، تسكن حالياً في قرية "كمر" شمالي الحسكة، لدى عائلة "محمود رشو" العضو في البيت الإيزيدي بإقليم الجزيرة ، كان قد تم تسليمها في 29 من آذار/ مارس الفائت للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة بعد تمكن قوى الأمن الداخلي (الأسايش) في مخيم (الهول) من التعرف عليها.

 

وكان البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة (مجلس يعنى بشؤون الإيزيديين في مناطق شمال وشرقي سوريا) قد أعلن بداية نيسان/ أبريل الجاري، استلام الفتاة الإيزيدية ليلى من مخيم الهول، بعد مرور عام على مكوثها فيه.

 

وكانت إدارة مخيم الهول قد سلمت، في 28 كانون الثاني/ يناير، 2020، طفلة إيزيدية أخرى، هي مليكة سعد دخيل، إلى البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة، تمهيداً لتسليمها إلى ذويها من منطقة شنكال\ سنجار في شمالي العراق.

 

وتشير أرقام البيت الإيزيدي إلى استلامه /235/ مختطفاً من الإيزيديين، بينهم 180 طفلاً و 55 امرأة، منذ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على بلدة "الباغوز"، آخر معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في /23/ آذار/ مارس 2019.

 

كانت ليلى في الحادية عشرة من عمرها، قبل ستة أعوام، حين قام مسلحو التنظيم بمهاجمة قضاء سنجار، ثم اختطافها وأختها التي تكبرها بعامين من قريتهما (دهلة) ، لتفقد ليلى بعدها الاتصال مع أهلها.

 

"بعد الهجوم على سنجار وقعنا بين أيادي عناصر تنظيم الدولة الذين تركوا أهلي وأخذوني أنا وأختي التي كانت تبلغ من العمر نحو /13/ عاماً، والتي تم نقلها إلى سوريا حينها".

 

كانت في سن الثالثة عشرة، عندما تزوجها أحد المسلحين العراقيين والذي شارك في عملية اختطافها، لتنتقل معه من الموصل إلى مناطق دير الزور، إلى أن قامت قوات سوريا الديمقراطية، وبدعم من التحالف الدولي، بانتزاع المنطقة من قبضة التنظيم.

 

"لا أعلم من أخذ أختي، كنت في الحادية عشرة حينها، أخذني رجل عراقي كسبية، وبعدها بعامين تزوجني، بقينا نحو عامين ونصف في الموصل، قبل أن ننتقل إلى العشارة بدير الزور لنسكن هناك نحو عام، ثم بدأ الهجوم على الميادين فانتقلنا إلى هجين وصولاً للباغوز قبل أن نقوم بتسليم أنفسنا لقوات سوريا الديمقراطية".

 

وأكملت ليلى رواية قصتها وهي تنتقل من مكان إلى آخر، وخلال حديثها تردد بعض الكلمات والمصطلحات التي يستخدمها تنظيم داعش نظراً لطول المدة التي بقيت فيها مع نساء داعش.

 

"بقيت نحو أسبوع لوحدي، ثم وجدت بعض "الأخوات" فسكنت معهن إلى حين خروجنا من الباغوز، الحياة في في الباغوز كانت سيئة، كان القصف مستمراً ولم يكن هناك أي شيء متوفر لا أغذية ولا أدوية".

 

يقول محمود رشو، عضو البيت الإيزيدي، إن المختطفات لا يشعرن بالأمان خلال الأيام الأولى لأنهن "فقدن الثقة بالبشر، ويحتجن لفترة للتخلص من الخوف من تنظيم داعش"، لكنهن يشكرن عبر البيت الإيزيدي كل من ساعدهن على الخلاص.

 

وكان تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، قد اختطف أكثر من ستة آلاف من المدنيين الإيزيدين أثناء هجماته على منطقة شنكال/سنجار في الثالث من آب/ أغسطس 2014، ولا يزال مصير أكثر من نصف هذا العدد مجهولاً، وفق إحصائيات الأمم المتحدة.

 

ليلى التي بقيت أكثر من عام في مخيم الهول، كانت تعيش برفقة زوجات عناصر تنظيم الدولة وعائلاتهم، إلى أن تمكنت القوى الأمنية من الوصول إليها وتسليمها للبيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة.

 

وكان من المقرر تسليمها للبيت الإيزيدي في شنكال لإيصالها إلى أهلها، لكن إغلاق المعابر حال دون ذلك، فمعبر "سيمالكا" مع إقليم كوردستان العراق لايزال مغلقاً أيضاً كإجراء احترازي لمواجهة خطر تفشي مرض كورونا.

 

ليلى الإيزيدية، قابلتنا دون أي نقاب أو غطاء رأس، لكنها أضافت: "في الحقيقة لا أعرف شيئاً عن الدين الإيزيدي، كنت صغيرة عندما قاموا بسبيي".

 

وعن المختطفات الإيزيديات، أكملت حديثها "كان هناك نساء إيزيديات كثيرات معنا، لكنني لا أعرف عنهم أي شيء الآن، وأختي عادت الى أهلي بعد أن قامت بتسليم نفسها في الباغوز لقوات سوريا الديمقراطية".

 

 وتقول: " لا أريد العودة إلى المخيم، أريد العودة إلى منزلنا لألتقي بأهلي، لأنني اشتقت لهم ".