مسيحيو الجزيرة يحيّون عيد القديس “مارآسيا الحكيم” في الدرباسية شمالي حسكة
الدرباسية – نورث برس
راكعة على ركبتيها وهي تحمل طفلتها بين يديها، دخلت جاكلين كبابة كنيسة “مار آسيا” بمدينة الدرباسية شمالي حسكة.
و”كبابة” الثلاثينية ليست إلا واحدة من بين عشرات الزائرين الذي قصدوا أمس، كنيسة الدرباسية لإحياء عيد القديس “مار آسيا الحكيم” وإقامة الصلوات على نية شفاء المرضى.
وقالت السيدة لنورث برس: “بعد صلواتي المتكررة ودعواتي المستمرة، أنجبت هذه الطفلة بعد انتظار طويل وقد أسميتها على اسم القديس مارآسيا.”
وأضافت: “اليوم قصدت الكنيسة للوفاء بنذري؛ أنه في حال استطعت إنجاب طفل بعدما ما تعرضت للإجهاض مرتين، فإنني سأحمله وأدخل الكنيسة راكعة.”
وشارك العشرات من مسيحيي منطقة الجزيرة، مساء الخميس، عيد القديس “مارآسيا الحكيم” وأقاموا صلاة قداس في طقس يؤدونه كل عام.
ويحتفل السريان في الـ/15/ من تشرين الأول\أكتوبر بعيد “مارآسيا” في الدرباسية، حيث تقام الصلوات مساء الأربعاء وحتى مساء الخميس على نية شفاء المرضى.
وكانت أعداد الزوار تصل للمئات والآلاف قبل سنوات الحرب إلا أن عددهم تناقص جراء هجرة أعداد من المسيحيين إلى الخارج.
وأقام المطران مار موريس عمسيح مطران أبرشية الجزيرة والفرات، قداساً بحضور كاهن الكنيسة الأب ميخائيل يعقوب وعدد من كهنة الكنائس الأخرى في منطقة الجزيرة.
وقال المطران “عمسيح” إن الصلوات في عيد هذا العام رفعت على نية شفاء المرضى ومن بينهم مطران أبرشية حمص وتوابعها المطران مار سلوانس بطرس النعمة.
وشارك العشرات من الزوار إيقاد الشموع واقفين أمام صورة القديس “مارآسيا” في طقس يؤدى أملاً في تحقيق الأمنيات.
وتقول المرويات أن “مارآسيا”، الذي ولد في القرن الرابع الميلادي، اشتهر بقدرته على شفاء من يقصده من المرضى.
وتخليداً لاسمه بُنيت عدة كنائس في المنطقة أكبرها كنيسة مارآسيا في المنصورية شمال مدينة ماردين بتركيا.
وعقب نزوح سكان المنصورية خلال مجازر السيفو شيدوا كنيسة مارآسيا في الدرباسية مطلع القرن الفائت وجلبوا معهم إرث كنيسة المنصورية وكل ما احتوته من إرث كنسي.
وكان من بين الزائرات الخمسينية جوليت كوريل، من سكان قرية تل رمان بريف مدينة تل تمر التي تشهد قصفا منذ نهاية العام الماضي من جانب القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها.
وقالت “كوريل” :”جئت من تل تمر ولدي أمنية واحدة وهي أن تستقر الأوضاع في منطقتنا ويتوقف القصف التركي…هذا وضع صعب جداً علينا.”