إسطنبول / قامشلي ـ نورث برس
تنوي تركيا إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في إدلب، مهمتها إدارة العمليات العسكرية في المنطقة، بحسب مصادر في المنطقة.
وذكرت مصادر ميدانية لنورث برس، إن “تركيا ومنذ عدة أسابيع تواصل إرسال الأرتال العسكرية التي تدخل من معبر كفرلوسين الحدودي العسكري.”
وآخر تلك الأرتال كان يوم أمس الأربعاء، والهدف تعزيز نقاطها المنتشرة في أكثر من منطقة في إدلب وما حولها”، بحسب المصادر.
وأضافت أن “تركيا تنوي إنشاء قاعدة عسكرية في منطقة جبل الأربعين بريف إدلب الجنوبي، ومن أجل ذلك تدفع بكل تلك التعزيزات.”
بدأت القوات التركية، صباح الخميس، بإنشاء نقطة عسكرية جديدة جنوبي محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية تركية ضخمة إلى منطقة خفض التصعيد.
وقال مصدر عسكري لنورث برس إن القوات التركية تقوم باستحداث نقطة عسكرية على تلة قرية قوقفين جنوبي إدلب على خط التماس مع قوات الحكومة السورية.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، دعت روسيا الجانب التركي إلى تخفيض عدد نقاط مراقبته في المنطقة.
لكن تركيا أصرّت على بقائها فيما أبدت مرونة واضحة، وحسب ما ذكرت عدة مصادر إعلامية متطابقة، بسحب جزء من قواتها مع الأسلحة الثقيلة، وذلك بعد عدة اجتماعات تمت في أنقرة بين الوفود العسكرية الروسية والتركية.
وقال أيهم أبو فارس، وهو مقرب من فصائل هيئة تحرير الشام في إدلب، إن “تركيا ستنشئ المزيد من القواعد العسكرية في المنطقة، كما أنها تزيد من أرتالها العسكرية التي تدفع بها إلى المنطقة.”
وأضاف لنورث برس، أنه “ليس هناك أي كلام عن سحب أو تخفيف لقواتها العسكرية في المنطقة، والكلام كان صادراً عن روسيا التي طلبت ذلك فقط.”
وأشار “أبو فارس” إلى أن “روسيا هي من طلبت من تركيا تخفيف عدد قواتها إلا أن الرد التركي جاء على الأرض بإدخال المزيد من الأرتال العسكرية ونيتها إنشاء قاعدة أخرى في أريحا.”
وفي 5 آذار/مارس الماضي، توصل الطرفان الروسي والتركي إلى اتفاق يقضي بوقف دائم لإطلاق النار في إدلب، وتسيير دوريات مشتركة على طريق “حلب ـ اللاذقية” الدولي.
وقال مصدر آخر مقرب من فصائل الجيش الوطني السوري، ويدعى أبو عبادة الإدلبي، إن “ما يجري هو عكس الحديث حول تخفيف عدد الجنود وسحب الآليات.”
ورغم التحركات والتحشيدات التركية في استقدامٍ أكثر سواء للجنود أو المعدات، “فإن ذلك لا ينفي وجود تفاهمات مبدئية حول عدد من المناطق التي تهم روسيا مثل جسر الشغور”، بحسب “الإدلبي”.
وأضاف “أعتقد أن روسيا مصرة على دخول جسر الشغور ولابد أن هناك تفاهم مع شركائها حول الموضوع، كما حدث بالنسبة للطريق (حلب ـ دمشق)”.
وتدرك تركيا، بحسب “الإدلبي”، حاجة روسيا للسيطرة على جسر الشغور، “لذلك يتم الحشد العسكري التركي الذي لن يخوض معركة مع الروس بكل تأكيد.”
لكن مهمة ذلك التحشيد العسكري “ستكون ضبط التفاهمات والتأكد من عدم تجاوز خطوط خرائط السيطرة الجديدة”، بحسب المصدر المقرب من الجيش الوطني السوري.
وحول أهمية جسر الشغور بالنسبة للروس، قال المصدر، إن “هذه المنطقة متصلة بجبال مطلة على كسب. إضافة لوقوعها على آخر طريق ترانزيت يمر من إدلب.”
وأضاف: “عندما نتحدث عن الشغور فالمقصود كل ما يتصل بها من جبال لا تزال في قبضة الثوار أي جبال الساحل ثم جبل الأربعين وجبل الزاوية.”
ويرى “الإدلبي” أن كل جنوب طريق حلب- الساحل “ساقط منذ الإعلان عن اتفاق الممر الآمن (في 5 آذار الماضي).”