سائقون في حلب يغيرون مهنتهم بسبب استمرار أزمة البنزين

حلب – نورث برس

بدأ السائق يوسف مراد (35 عاماً) عمله الجديد في كافيتيريا بمدينة حلب، شمالي سوريا، في ظل عدم تمكنه من الاستمرار في عمله على سيارة الأجرة وسط أزمة نقص البنزين في المدينة منذ شهرين.

ويقول إن ظروفه المعيشية لا تسمح له بأن يتوقف عن العمل يوماً واحداً، لأن والدته مريضة وتكلفة أدويتها مرتفعة، وبالإضافة للمصاريف اليومية لعائلته.

ويشتكي “مراد” وسائقو سيارات تعمل على خطوط النقل الداخلي في حلب، من توقف أعمالهم أو انخفاض دخلهم بنسب كبيرة مع استمرار أزمة البنزين في المدينة.

وتشهد مدينة حلب ومدن سورية أخرى خاضعة لسيطرة الحكومة، منذ الـ/13/ من آب/أغسطس الماضي، من نقص توفر مادة البنزين، ما تسبب بشلِّ حركة السير وأزمة خانقة للموصلات.

ويرى هؤلاء أن الوقوف بجانب سياراتهم في طوابير أمام محطات الوقود هو عمل بلا جدوى.

ويفكر “مراد” حالياً ببيع سيارته ليتمكن من افتتاح محل صغير، لأن أجره اليومي في الكافيتيريا (أربعة آلاف ليرة سورية) لا يكفي لاحتياجات عائلته الأساسية.

ورغم تضرر سكان المدينة جميعهم، يقول سائقو سيارات التكسي إنهم المتضرر الأكبر من حيث توقف مصدر رزقهم، ما دفع بعضهم لترك سياراتهم أمام محطات الوقود والبحث عن عمل آخر يلبي الاحتياجات الأساسية لعائلاتهم.

وقال عبد العزيز فستق (50 عاماً)، وهو سائق تكسي، إنه انتظر ذات مرة ثلاثة أيام ولم يحصل على حاجة سيارته من البنزين.

واضطر السائق أمام هذا الوضع إلى ترك سيارته والذهاب للعمل في محل لبيع مستلزمات البلاستيك، “فلدي طفلان يذهبان للمدرسة وهم بحاجة لمصاريف كثيرة بعد افتتاح المدارس.”

وكان أحد العاملين بمحطة سوق الهال الواقعة بمحيط باب جنين وسط مدينة حلب، قد قال أمس الثلاثاء لنورث برس، إنهم يضطرون “لتعبئة سيارات مدنية لعناصر قوى الأمن تفادياً لوقوع مشكلات معهم.”

وأضاف أن أولئك العناصر “لا يلتزمون بالدور ما يسبب فوضى وازدحاماً بالمحطة.”

وأعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية، في الـ/30/ من أيلول/سبتمبر الفائت، عن زيادة عدد الطلبات اليومية الموزعة من مادة البنزين لجميع المحافظات بعد عودة إقلاع وحدات إنتاج البنزين في مصفاة بانياس.

لكن رئيس مجلس الوزراء، حسين عرنوس، قال إن “الحصار يفرض علينا تحديات تتطلب منا التعامل معها بشكل آني.”

وقال فهد عبد المعطي (37 عاماً)، إن وعود حلّ الأزمة خلال أيام، والصادرة عن مسؤولين بالحكومة السورية “غير جدية، فهي حبّة مخدر لأصحاب السيارات”، على حدِّ وصفه.

وأضاف: “كيف لي أن أقف بجانب سيارتي على طابور ليس له نهاية، ولدي ثلاثة أطفال وأحتاج لدفع إيجار المنزل.”

إعداد: علي الآغا – تحرير: حكيم أحمد