سكان في كوباني يتخوفون من هجوم تركي وسط فقدان ثقتهم بروسيا وأميركا

كوباني – نورث برس

بعد صدور تهديدات تركية جديدة، مؤخراً، بتوسيع عملياتها العسكرية في سوريا ورغم تمديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحالة الطوارئ، تشهد مدينة كوباني شمالي سوريا حالة من القلق والخوف بين سكانها.

ويتخوّف سكان كوباني من شنِّ تركيا عملية عسكرية ضد المنطقة وتكرار ما حدث لمناطق عفرين وسري كانيه وتل أبيض في منطقتهم، في ظل فقدانهم الثقة بأميركا وروسيا والحكومة السورية بشأن الوقوف في وجه تركيا.

وقال عصمت عبدي (52 عاماً)، وهو من سكان كوباني، إن تركيا تهدد بغرض تهجيرهم من مدنهم كي تسيطر على المنطقة، وتكرر ما فعلته في عفرين وسري كانيه وتل أبيض سابقاً.

وأشار “عبدي” إلى أنهم لا يثقون بأميركا وروسيا لحماية المنطقة من أيّ عملية عسكرية تركية أخرى، “سيغادرون المنطقة حين يريدون، لا أحد من المجتمع الدولي يساند كوباني.”

وأضاف: “ما يهمُّ أميركا وروسيا هو البترول بالدرجة الأولى ولذلك يتواجدون في المنطقة.”

وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، قد قال في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، في تصريحٍ لوسيلة إعلامية تركية، إن “أنقرة يمكن أن توسع عملياتها العسكرية ضد المنظمات الإرهابية بسوريا في أي لحظة، حال تعرضت مصالحها للاستهداف هناك.”

كما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بداية الشهر الجاري إن “تركيا ستطهر أوكار الإرهاب في سوريا بنفسها إن لم يتم الوفاء بالوعود المقدمة لها”، على حدِّ تعبيره.

تصريحات أعقبها إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد عدة أيام تمديد العمل بقانون الطوارئ المتعلّق بالوضع في سوريا، والصادر في الـ/14/ تشرين الأول/أكتوبر 2019.

لكن الرجل الخمسيني “عبدي” يشدد على أن السكان يضعون نُصبَ أعينهم ما حدث في تل أبيض وسري كانيه وعفرين من عمليات تهجير وممارسة الانتهاكات بحقهم.

وتحظى مدينة كوباني بمكانة رمزية عالية لدى الكرد السوريين، كما أنها تحمل دلالة رمزية لبداية النهاية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

 إذ شكَّل هجوم التنظيم على المدينة عام 2014 بدايةً للتعاون بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي ليتمكنا معاً من هزيمة التنظيم عسكرياً في سوريا في آذار/مارس من العام الفائت.

وكانت القوات التركية قد سيطرت برفقة فصائل معارضة مسلّحة تابعة لها على منطقة عفرين في آذار/مارس من عام 2018، إثر عملية عسكرية دامت حوالي شهرين.

كما أنها غزت العام الماضي منطقتي سري كانيه وتل أبيض، لتتسبب العمليتان العسكريتان بتهجير مئات الآلاف من السكان الأصليين من مناطقهم.

من جانبه، قال عثمان عبدو (49 عاماً)، وهو من سكان مدينة كوباني، إن التهديدات التركية للمنطقة “ليست وليدة اليوم إنما هي تهديدات مستمرة منذ سنوات.”

وللتهديدات التركية تأثير سلبي على أعمال السكان، “فمحلات الجملة تنقل بضاعتها إلى منبج وتتوقف الحركة العمرانية وتتراجع حركة البيع والشراء في الأسواق.”

ويرى سكان في كوباني أنه لا يمكن الاعتماد على الحكومة السورية أيضاً للوقوف أمام أيّ عملية تركية ضد المنطقة.

ورجّح “عبدو” أن يكون ما قاله الرئيس الأميركي مؤخراً حول منع تركيا من التدخل أكثر في المنطقة، “ترويجاً يتعلق بالانتخابات الأميركية.”

وقال الرئيس الأميركي في الرسالة التي بعثها للكونغرس حول تمديد العمل بقانون الطوارئ الأميركية إن “إجراءات تركيا لشن هجوم عسكري على شمال شرق سوريا تقوض حملة هزيمة تنظيم داعش.”

من جهته، قال مصطفى بدرخان (63 عاماً)، إن هدف تركيا من التهديدات هو منع الاستقرار في المنطقة.

واتفق مع غيره في أن أميركا وروسيا تقومان بعقد صفقات على حساب المنطقة مثل ما حدث في عفرين وتل أبيض وسري كانيه.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: سوزدار محمد