آراء متباينة حول مسؤولية شرطي المرور عن أزمات السير في السويداء
السويداء – نورث برس
تتباين آراء سائقين وعاملين في المرور بمحافظة السويداء، جنوبي سوريا، حول مسؤولية شرطي المرور عن حالة الازدحام في الشوارع والساحات وازدياد عدد المخالفات في السنوات الماضية دون محاسبة.
وينتقد سائقون في المدينة رجل المرور الذي يتفرّج على ما يحدث أحياناً، وينسحب أحياناً تاركاً المشكلة المرورية دون حل.
وقال إيهاب المجدلاني (40 عاماً)، وهو سائق سيارة للنقل الداخلي، إن حضور شرطي المرور “شكلي” ولا يساهم في أيّ تنظيم لحركة السير داخل طرقات وساحات مدينة السويداء.
وأضاف لنورث برس: “رغم وقوفهم في الساحات وبالقرب من إشارات المرور الضوئية، لا يقومون بمحاسبة من يسيرون عكس الاتجاه أو يخالفون قوانين المرور.”
وذكر “المجدلاني” أن غالبية ساحات المدينة تشهد ازدحاماً للسيارات التي يقودها سائقوها كيفما شاؤوا ليخرجوا قبل الآخرين، “بينما يبقى شرطي المرور تحت مظلته متفرجاً وقد يغادر دون التدخل لحل أزمة السير الخانقة أمامه.”
وكان السائقون قد اعتادوا، طوال سنوات قبل بدء الحرب في سوريا، على دفع رشوة (25 ليرة سورية) لشرطي المرور حتى يتغاضى عن مخالفة صغيرة.
ورغم أن تلك الرشى كانت معلومة لدى الجميع، إلا أن غضَّ النظر عن تلك المخالفات البسيطة لا يشكّل شيئاً أمام ما يحدث الآن في شوارع السويداء، بحسب سائقين من المدينة.
وقال “المجدلاوي” إن السائقين حالياً يتحدثون بتندّر قد يبلغ حدَّ الاستهزاء عن رجل المرور الذي فقد سطوته ويمكن ابتزازه ورشوته بسهولة حالياً، إذ تكفي /200/ ليرة ليصرف النظر عن المخالفة المرتكبة مهما بلغ حجمها.
ويرى عاملون في مديرية المرور في السويداء أن شرطي المرور مُجبر على قبول “الإكرامية” من السائقين لتدبّر أمور معيشته، بالإضافة لعدم قدرته على فرض قوانين السير على المسلّحين أو الموالين لجماعات مسلّحة مختلفة.
وقال محسن عبد الولي (40 عاماً)، وهو اسم مستعار لشرطي مرور في السويداء طلب عدم الكشف عن هويته، إن أحداً من المسؤولين وأصحاب القرار لا يكترث لطبيعة عملهم الشاقة، “فلا تحسين للدخل ولا حوافز مالية تشجّع على المثابرة في العمل وعدم الخروج عن السلوك القويم.”
وأضاف لنورث برس أن راتبه الوظيفي لا يتعدى /70/ ألف ليرة سورية، “وهو لا يغطي مصاريف أسرتي لأسبوع واحد رغم عملي لدى مديرية مرور السويداء منذ /22/ عاماً.”
وذكر “عبد الولي” أن رجل المرور يستحق مكانة تليق بمجهوده كالتي تمنحها له دول أخرى، “لأنه مسؤول عن أرواح الناس ومساعدة المارة والحؤول دون وقوع حوادث.”
ولفتَ إلى أن انتشار السلاح مع السائقين وغياب القانون بشكل عام، يمنع رجل المرور من تحرير مخالفات بحق المخالفين.
“تعرضت أكثر من مرة إلى إشهار السلاح بوجهي من قبل سائقين رفضوا تحرير مخالفة سير بحقهم، وتحت التهديد كنت مجبراً على تركهم يعبرون الطرقات المخالفة.”
وقال مصدر حكومي يتبع مديرية المرور بمحافظة السويداء، طلب عدم نشر اسمه، إن دخول الآلاف من الآليات والسيارات بمختلف أحجامها إلى المنطقة، بعضها لا تحمل لوحات رقمية، يحول دون التمكن من ضبط حركة السير.
وأضاف المصدر لنورث برس، أن تلك السيارات دخلت إلى المحافظة بطرق غير نظامية من لبنان ومن خلال شخصيات حكومية رفيعة.
وفي المقابل، لم يحدث منذ عشرة سنين أن تم شق طرق جديدة أو توسعتها أو إحداث متحلّقات وجسور تخفف الازدحام الحاصل، ما يجعل استيعاب الطرقات لهذا الكم الهائل من السيارات بحركة اعتيادية أمراً بالغ الصعوبة.
وشدد الموظف في مديرية المرور على أن شرطي المرور هو الحلقة الأضعف في سلسلة العمل الحكومي، “فمسؤولوه مشغولون بمصالحهم الخاصة وتحقيق كسب غير مشروع في ظل الفساد القائم لدى أصحاب القرار والشأن في المحافظة.”