بسبب شباب لا يراعون الأخلاق العامة.. حديقة الفيحاء بالسويداء بلا زوار

السويداء- نورث برس

لا تزال حديقة الفيحاء في السويداء، جنوبي سوريا، تفتقد لزوارها وخاصة العائلات بعد أن شهدت مشكلات ومشادات كلامية بين شباب لا يراعون الأخلاق العامة وأرباب عائلات كانت ترتاد الحديقة سابقاً.

وتمتد الحديقة على مساحة عشرة دونمات وتحوي أشجاراً من السرو والبلوط والسنديان، وتضم قسماً مخصصاً لألعاب الأطفال .

وتسبب غياب الجهات الحكومية المختصة بحماية الحديقة من العبث وزوارها من الإزعاج، منذ نحو عامين، بعزوف العائلات عن ارتيادها.

وقال سالم العربيد (40 عاماً)، وهو من سكان مدينة السويداء، إنه لم يعد يرتاد حديقة الفيحاء مع أسرته منذ “أمد طويل”، بسبب المشكلات والمشاجرات المتكررة بين مجموعات من الشباب “الخارجين عن عرف وعادات مجتمعنا.”

وأضاف لنورث برس: “كانت آخر زيارة لنا الصيف الفائت حين تلفظ شابان بألفاظ نابية تخدش الحياء العام، ونحن جالسون على مقاعد الحديقة، “غادرنا المكان بعد مشادة كلامية مع أحدهم، بينما اعتاد هو ورفاقه بعدها الجلوس هناك.”

وذكر “العربيد” أن غالبية أولئك الشبان “يتعاطون الحشيش المخدر ويتبخترون أمام زوار الحديقة بأسلحتهم الظاهرة لبث الخوف في نفوس أفراد العائلات هناك.”

ولفت إلى أن صدامات كثيرة حدثت بين زوار الحديقة جعلتهم يحجمون عن الذهاب إليها في الآونة الأخيرة، “لدرجة أنها باتت مقفرة وخاوية بعد أن كانت تضج بصخب الأطفال والأغاني الشعبية.”

وتأسست حديقة الفيحاء في السويداء عام ١٩٩٤ وكانت لسنوات قبلة لعائلات المحافظة، لغناها الطبيعي ومساحتها الواسعة ونقاء هوائها، كونها تقع على حافة تلة ملأى بالأشجار الحراجية.

وتعتبر حديقة الفيحاء الطبيعية من أكبر الحدائق في محافظة السويداء، وتقع شمالي المدينة وغرب محمية الضمنة على ارتفاع /١٢٠٠/ م عن سطح البحر.

وقال لؤي المتني (50 عاماً)، وهو حارس حديقة الفيحاء، إن “الصورة البهية للحديقة تغيرت جراء غزوها من قبل شباب غير منضبط بالأخلاق لا يراعون حرمة زوارها.”

وذكر أن خلو الحديقة من العائلات دفع متعهد قسم ألعاب الأطفال لإغلاق عمله بسبب عدم الجدوى الاقتصادية.

وأضاف “المتني” أنه تعرض للضرب أكثر من مرة، عندما كان يطلب من مجموعات دخلت الحديقة المغادرة بسبب سوء التصرف وسط تواجد عائلات في الحديقة.

ولفت إلى أنه نقل ما يحدث في الحديقة إلى مجلس مدينة  السويداء والأمن الجنائي، “ولكن دون أي استجابة تذكر.”

وقال كفاح جودية (55 عاماً)، وهو مسؤول الحدائق في مجلس مدينة السويداء، لنورث برس، إن العديد من الشكاوى وردتهم من الأهالي للحفاظ على الأمان داخل الحديقة.

وأضاف أن مجلس مدينة السويداء طلب من إدارة الأمن الجنائي تسيير دوريات مدنية داخل الحديقة خلال فترات اكتظاظها بالزائرين في الصيف.

 لكن ذلك لم يتم لأن الحديقة محاذية لمواقع ثلاثة فروع أمن حكومية وهي تحت حمايتهم، على حد ما نقله “جودية” عن رد الأمن الجنائي.

إعداد: سامي العلي – تحرير: حكيم أحمد