معارضون سوريون: الحكومة السورية ومجموعات تتبع لها تقف وراء الحرائق الأخيرة

إسطنبول ـ نورث برس

قال معارضون سوريون، الاثنين، إن الحكومة السورية ومجموعات تتبع لها “هي من تقف خلف الحرائق التي حصلت مؤخراً في الساحل السوري.”

وقالت الحكومة السورية إن عدد الحرائق التي اندلعت منذ فجر الجمعة وحتى يوم أمس الأحد، وصل إلى /156/ حريقاً، في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص.

وجاء ذلك على لسان وزير الزراعة في الحكومة السورية المهندس محمد حسان قطنا.

وقال “قطنا” إن الحرائق توزعت على الشكل التالي: /95/ حريقاً في اللاذقية، و/49/ حريقاً في طرطوس، و/12/ حريقاً في حمص، وحريق موقع البلعة بحمص أخمد صباح الأحد، وهو في طور المراقبة والتبريد. 

 وخلال الساعات الماضية أعلنت الحكومة السورية أنه تم إخماد الحرائق وتم البدء أيضاً بإحصاء حجم الخسائر.

وتسببت الحرائق بأضرار مادية كبيرة في مؤسسات تتبع للحكومة السورية وأهمها مؤسسة التبغ، كما تم إخلاء عدد من المستشفيات التي اقتربت منها النيران.

بفعل فاعل

وقال إسماعيل أيوب، وهو محلل عسكري، إن “الحرائق التي حصلت في الساحل السوري ملفتة للنظر، وأكثر من /73/ حريق في يوم واحد من المؤكد أنها بفعل بفاعل.”

وأضاف “أيوب”، يقيم في الأردن، لنورث برس، أن “النظام وعناصره وتجار الحروب هم من يقف خلف الحرائق التي اندلعت في الساحل السوري.”

من جهته قال عبد المنعم الموسى، المختص بالشأن الخدمي والإغاثي على الحدود السورية ـ التركية، إن “ما جرى  هو عمل تخريبي هدفه خلق مناخ سياسي واقتصادي جديد.”

كما أن الهدف الأبرز فيه بحسب ما قال “الموسى”، يقيم في غازي عينتاب لنورث برس، هو “الضغط على أهالي المنطقة الساحلية للرضوخ أمام العصابة الحاكمة.”

واستبعد عمر الهاشمي، وهو محلل سياسي، ما أشارت إليه بعض المصادر من أن الحرائق هي بفعل عوامل الطبيعة نظراً لاتساع رقعتها بهذا الشكل وعدم القدرة على السيطرة عليها.

وقال “الهاشمي”، يقيم في قطر، لنورث برس، إن “الحرائق في مناطق النظام لا دخل للطبيعة فيها إنما هي بفعل فاعل.”

الروس مسؤولون

وأضاف: “الروس لم يقوموا بأي محاولة لإطفاء هذه الحرائق، وخصوصاً أنهم أرسلوا مساعدات إطفائية لإسرائيل.”

وأشار “الهاشمي” إلى أنه “ربما يكون القصد من هذه الحرائق تهجير بعض أهل هذه القرى والمناطق، لإحداث تغيير ديمغرافي القصد منه إفساح المجال للروس بإقامة مشاريع أو مستوطنات.”

وقال إن للروس “خبرة وسابقةٌ تاريخية بهذه الأعمال، فهم قد استخدموها من قبل على امتداد آسيا في تهجير الترك المسلمين والقوقازيين من مناطقهم إلى سبيريا وتوطين روس فيها.”

من جانبه، قال مصطفى النعيمي، وهو محلل سياسي، إن “تلك الحرائق مفتعلة والغاية الاستراتيجية منها “إبعاد المدنيين عن النقاط العسكرية الروسية بشكل أساسي.”

ولا يمكن في الوقت نفسه، بحسب “النعيمي”، يقيم في أنطاكيا، توجيه “الاتهام إلى ما تبقى من قوات النظام أو الروس أو الإيرانيين”.

ولكنه أضاف: “إذا ما بحثنا في عمق المسألة السورية نجد أن أكثر المتضررين من مسار العملية السياسية هي إيران، لذلك أرجح سيناريو ارتباطها فيما يحصل.”

الأيادي ذاتها

وقال عبد الناصر الحوشان، وهو محام يقيم في إسطنبول، إن “المتهم الرئيس بتلك الحرائق هي نفس الأيادي التي حرقت الأحراج منذ شهر تقريباً.”

وأضاف: “الحرائق التي اندلعت مؤخراً كلها قريبة من المناطق السكنية وهذا له دﻻلة واحدة وهي أن من قام بها ينوي اﻻستيلاء على المناطق الحراجية القريبة من المدن ﻻستثمارها تجارياً.”

وقال “الحوشان”، يقيم في غازي عينتاب، إن “هناك أمر آخر له نفس الدﻻلة وهو قانون الحراج لعام 2018، إذ يوجد فيه ثغرة قانونية.”

وأشار “الحوشان” إلى أن تلك الثغرة تمكن أصحاب الأراضي الحراجية، “من استبدالها بأراضي حراجية تابعة للدولة في حال تعرضت للحريق، ويمكنهم طلب تجميعها في مكان واحد وذلك بموافقة الوزير المختص.”

أما أحمد الأحمد، وهو ناشط إعلامي من محافظة حماة، قال إن “هناك إجماع بأن النظام أولاً وأخيراً هو من يقف خلف هذه الحرائق.”

وأرجع “الأحمد” الأمر، إلى أن “النظام يريد أن يحقق مكاسب داخلية وتعاطفاً خارجياً أو الحصول على دعم إعادة بناء هذه المناطق أو تعويضات لها بالعملة الصعبة.”

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد