“أحرقوا زيتوننا وأقماح سري كانيه”.. مهجرو عفرين يستذكرون هجمات تركيا على شرق الفرات

ريف حلب الشمالي – نورث برس

قال مُهَجَّرون من عفرين، يعيشون في مخيم سَردَم بريف حلب الشمالي، إن القوات التركية والفصائل التابعة لها كررت الانتهاكات التي ارتكبتها بحقهم، في منطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض منذ “احتلالهما” قبل عام.

وقال عدنان مصطفى (45 عاماً)، وهو مُهَجَّر من عفرين، إن الهدف من “احتلال” تركيا لمناطق سورية هو النهب والسرقة وإحداث تغيير ديمغرافي بالمنطقة.

ولفتَ المُهَجَّر إلى أن القوات التركية والفصائل التابعة لها قامت بتحويل المدارس ودور العبادة في مناطق عفرين وسري كانيه وتل أبيض إلى مقرات عسكرية وعملت على تغيير ديمغرافية تلك المدن تحت مسمّى إنشاء “منطقة آمنة”.

وكانت القوات التركية قد سيطرت برفقة فصائل معارضة مسلّحة تابعة لها على منطقة عفرين في آذار/مارس من عام 2018، إثر عملية عسكرية دامت حوالي الشهرين.

كما أنها غزت العام الماضي منطقتي سري كانيه وتل أبيض، لتتسبب العمليتان العسكريتان بتهجير مئات الآلاف من السكان الأصليين من مناطقهم.

 ورأى “مصطفى” أن المجتمع الدولي مطالب بإنشاء محكمة دولية لمحاسبة “مرتكبي جرائم الحرب في مناطق عفرين وسري كانيه وتل أبيض.”

وكانت منظمة حقوق الإنسان في عفرين قد وثقت في تقرير لها نشرته في الـ/16/ من شهر كانون الثاني/يناير الفائت تحويل بعض المدارس في عفرين إلى مقرات عسكرية وسجون ومراكز للتحقيق.

وكان أحد سكان مدينة سري كانيه، ممن لم يغادروها، قد قال في تصريحٍ سابقٍ لنورث برس إن “أعمال السرقة لم تتوقف داخل المدينة وخارجها، وشملت المواشي والمنازل ومحتوياتها وحتى قواطع الكهرباء وكلُّ ما يحلو لهم”.

وأرسل صوراً خاصة لنورث برس، من داخل المنازل في مدينة سري كانيه تظهر أعمال النهب، وتبدو فيها منازل خالية من محتوياتها، إلى جانب أخرى تم حرقها “بحجة أن أصحابها متعاطفون مع قوات سوريا الديمقراطية.”

من جانبها، قالت فاطمة خلّو (55 عاماً)، وهي مُهَجَّرة من عفرين وتقطن مخيم سَردَم، إنهم عانوا قسوة ومرارة التجهير في المخيمات، “مُهَجَّرو سري كانيه أيضاً يواجهون المعاناة نفسها.”

وأضافت أن “القوات التركية والمرتزقة الذين أحرقوا أشجار زيتوننا، قاموا بحرق قمح ومواسم سري كانيه وتل أبيض أيضاً.”

وأضافت: “نحن ومُهَجَّرو سري كانيه وتل أبيض ألمنا واحد وعدونا واحد.”

وتعيش /1.765/ عائلة مُهَجَّرة من منطقة عفرين، تضمُّ أكثر من سبعة آلاف شخص، في خمسة مخيمات بريف حلب الشمالي.

بينما يقطن قسمٌ آخرٌ من مُهَجَّري عفرين في منازل شبه مدمّرة في /42/ قرية وبلدة بريف حلب الشمالي.

ويتوزع مُهَجَّرو سري كانيه وتل أبيض على مخيمات تل السمن شمال الرقة ومخيمات واشوكاني والعريشة وسري كانيه في حسكة ومخيم نوروز شرق ديرك.

وتقول “خلّو” إن على القوات التركية والفصائل التابعة لها الخروج من مناطق عفرين وسري كانيه وتل أبيض والسماح بالعودة الآمنة للمُهَجَّرين إلى منازلهم.

ورأى أحمد مصطفى (71عاماً)، وهو مُهَجَّر من منطقة عفرين، أن عودة المُهَجَّرين إلى مناطقهم لن تتم إلا بعد تحقيق وحدة الصف الكردي.

“يجب تحقيق الوحدة الكردية، كي لا نخسر مدناً كردية أخرى.”

إعداد: دجلة خليل – تحرير: سوزدار محمد