قصف تركي متكرر وإطلاق رصاص يمنعان مزارعين من جني محاصيلهم بقرى جنوب عفرين

ريف حلب الشمالي – نورث برس

منذ ثلاثة أعوام، لا يستطيع مصطفى رسول (44 عاماً)، من سكان قرية برج القاص التابعة لناحية شيراوا جنوب عفرين، شمال غربي سوريا، جمع محصوله من الزيتون والرمّان والجوز لأن أرضه تقع بالقرب من مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها.

وحاول “رسول” كباقي سكان قريته الذين يمتلكون أراضي زراعية تقع على مقربة من مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة عدة مرات، الذهاب إلى أرضه لكنه جوبه بالرصاص الحي.

وتتعرض قرى برج القاص وكوندي مَزِن وكَلوتيه وباشَمر وصوغانكي وآقيبي وزرناعيت ومياسه بناحية شيراوا ، وهي قرى غير خاضعة للسيطرة التركية، إلى قصف متكرر من جانب فصائل المعارضة والقوات التركية.

وتضمُّ قرية برج القاص /450/ عائلة، بينها /100/ عائلة مُهَجَّرة من قرى عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها، بحسب مجلس القرية.

وكانت القوات التركية، رفقة فصائل المعارضة، قد شنّت عملية عسكرية ضد منطقة عفرين في الـ/20/ من كانون الثاني/يناير عام 2018، وانتهت بسيطرتها عليها في الـ/18/ من آذار/مارس من العام ذاته.

وتسبّبت الحملة العسكرية ضد منطقة عفرين بتهجير أكثر من /300/ ألف مواطن من السكان الأصليين، بحسب منظمة حقوق الإنسان في عفرين.

وقال “رسول” إن القوات التركية وفصائل المعارضة المتمركزة في قرية “كفر نبّو” المحاذية لقريته، تستهدف السكان بالرصاص في حال الاقتراب من أراضيهم.

ويتحسّر مع اقتراب موسم قطف الزيتون: “يحترق قلبي على أشجاري.”

 وكانت القوات التركية وفصائل المعارضة قد استهدفت قرية برج القاص وقلعة كَلوتيه الأثرية في الرابع من هذا الشهر بأكثر من مئة قذيفة، ما أدى إلى وقوع أضرار بمبنى القلعة، بحسب سكان في القرية.

وتسبّب قصف تركي على قرية برج القاص في الـ/12/ من أيلول/سبتمبر الماضي بإصابة مدنيين اثنين بجراح، بالإضافة لأضرار مادية.

ووصفت نورا جيجو (75 عاماً)، وهي من سكان قرية برج القاص، حالة الهلع والخوف التي تصيبهم أثناء اشتداد القصف: “لا ندري ماذا نفعل حين يشتدّ القصف، فالأطفال يخافون كثيراً، وليس هناك كهوف وأقبية كافية تأوي الجميع.”

وأشارت إلى أن القوات التركية والفصائل التابعة لها تتعمد إطلاق قذائف على الأراضي الزراعية، “حتى يحترق رزقنا وموسمنا ولا نجني منه شيئاً.”

وأضافت “جيجو”، وهي تصنع بيديها شكل حلقة مغلقة، أنهم محاصرون في الوسط، حيث تحدُّ قريتها من جهة الشرق  بلدتا نبّل والزهراء الخاضعتان لسيطرة القوات الحكومية والإيرانية.

 فيما تحدُّ قرية برج القاص من جهة الشمال والغرب والجنوب قرى خاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها.

من جانبه، قال محمد حسن، الرئيس المشارك لمجلس قرية برج القاص، إن وجود ألغام مزروعة بين أراضي القرية يشكّل خطورةً على حياة المزارعين وعائلاتهم.

 وأضاف أن سكان القرية يتعرضون لمضايقات من قبل الجهات المسيطرة على بلدتي نبّل وزهراء، “متى أرادوا يفتحون الطريق أو يغلقونه.”

ولفتَ إلى أن المسلّحين الموالين للحكومة السورية في نبّل والزهراء “استغلّوا نزوح سكان عفرين فترة الحرب، فقاموا بشراء ممتلكاتهم بأسعار بخسة.”

إعداد: دجلة خليل – تحرير: سوزدار محمد