السفر الى أبخازيا.. حديث الساعة لسكان في دمشق

دمشق – نورث برس

ينشغل سكان في العاصمة دمشق ومدن سورية أخرى، هذه الأيام، بالحديث عن السفر إلى أبخازيا.

ولا تكاد تخلو جلسة لمن راودتهم الفكرة من الحديث عنها،  وذلك بعد أن سدت منافذ الحياة بسبب الأزمات المعيشية المستمرة والمتكررة.

وانتشرت هذه الأحاديث بعد أن وقع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، اتفاقية مع الوفد الأبخازي الذي زار دمشق للإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول للبلدين. 

لكن ما لم ينتبه له غالبية هؤلاء ، أن الإعفاء من الفيزا محصور بفئات معينة وليس لكافة السوريين كما يبدو للوهلة الأولى من قراءة نص الاتفاقية.

“جوز فارغ”

ويرى نشطاء أن السوريين سيتعلقون بأي فرصة تلوح بالأفق للسفر، حتى لو كان ذلك إلى أبخازيا أو الصومال.

وقال محمد عيد، وهو صحفي سوري يقيم في الإمارات، إن السلطات السورية لم توضح حقيقة

الاتفاقية واقتصار السفر على الجوازات الدبلوماسية والرسمية.

وأضاف لنورث برس :” كي لا نطعم السوري جوزاً فارغاً، هل تعطي روسيا الفيزا للسوري لدخول أراضيها ثم الانتقال إلى أبخازيا؟ بالطبع لا.”

 ولفت “عيد” إلى أنه حتى في حال أعطت  موسكو التأشيرة، فإن السوري سيدخل أبخازيا ولا يستطيع العودة لأن الفيزا الروسية مرة واحدة، ما سيضطره  لطلب فيزا جديدة للخروج من أبخازيا.

لكن  صحفياً آخر، يعمل في مؤسسة حكومية رسمية وفضل عدم كشف هويته، رأى أن الوضع مهما يكن هناك، فإنه “سيكون أفضل من هنا.”

وقال لنورث برس: “لا بد من الخروج من هذه الجاموقة (حفرة مملؤة بمياه وأوساخ تستخدم لمعاقبة الجنود في الجيش السوري).”

كما أبدى حسان أسامة، وهو اسم مستعار لمهندس يعمل في دائرة حكومية، رغبته في السفر إلى أي بلاد أخرى.

وقال: “الندم يأكلني لأنني قمت بتفويت فرصة سابقاً، ولن أكرر هذا.”

لا مطار فيها

وتقع أبخازيا التي تطل على البحر الأسود بين جورجيا وروسيا، وأعلنت استقلالها عن جورجيا عام 1991،  ولا تحظى باعتراف دولي سوى من روسيا ونيكاراغوا وفنزويلا وناورو وسوريا.

ولا تحتوي أبخازيا على أي مطار دولي، إذ لا بد من طلب تأشيرة دخول (ترانزيت) عبر السفارة الروسية في أي بلد، ومن ثم الوصول إلى مطار سوتشي ، والانطلاق منه براً نحو أبخازيا .

تبلغ مساحتها  /8432/ كيلومتر مربع، عاصمتها سوخومي، وعدد سكانها أقل من /250/ ألفاً،

اللغة الرسمية فيها الروسية وعملتها الروبل.

ومتوسط الراتب في أبخازيا /6700/  روبل ( ما يعادل حوالي 86 دولاراً)، بينما ينعكس انخفاض الرواتب على انخفاض الأسعار فيها

“دور الغاز”

 وبدأ عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بإنشاء صفحات ومجموعات على موقع فيسبوك لتقديم أو تبادل معلومات حول موضوع السفر إلى أبخازيا.

لكن سوريين آخرين قابلوا الأمر على مواقع التواصل  بالسخرية والتهكم، وأبدى أحدهم رغبته في ” السياحة والسفر، لكنه يخشى أن يفقد دوره في الحصول على أسطوانة الغاز داخل البلد”.

ويرد عليه آخر: ” الغاز في أبخازيا بحر، وبدون بطاقه ذكية، ولا تقنين للكهرباء، حتى البنزين والمازوت موجود فيها بوفرة.”

فيما اكتفى ثالث بالقول :” يبدو أنها قريبة من أرمينيا وأذربيجان، ولن نشعر بالغربة، لأن الكثير من السوريين سبقونا إلى هناك ..” 

إعداد: أوس حمزة – تحرير: حكيم أحمد