أرمن في قامشلي: تركيا تحاول إحياء الزمن العثماني وتوسيع سيطرتها على حساب أرمينيا

قامشلي – نورث برس

يرى سكان أرمن في مدينة قامشلي، شمال شرقي سوريا، أن التدخل التركي الأخير في أرمينيا هو محاولة لإعادة الزمن العثماني، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدف لاستثمار الحرب ما بين أرمينيا وأذربيجان لترضخ دول عظمى لمطالبه.

ووصف هاروت مادريجيان (23عاماً)، وهو أرمني من سكان قامشلي، ما تقوم به تركيا اليوم من انتهاكات وما تتبعه من مواقف “بسياسات نابعة من الفكر العثماني القديم.”

واعتبر “مادريجيان” أن دعم تركيا لأذربيجان في حربها ضد أرمينيا هو “محاولة فاشلة لاستعادة الزمن العثماني والقضاء على الأرمن.”

وتسببت الإبادة الجماعية للأرمن على يد الدولة العثمانية عام 1915 بترحيل قسري لهم من مناطقهم في تركيا.

وبحسب الوثائق التاريخية فإن أعداد ضحايا الأرمن تُقدَر بين المليون والمليون ونصف شخص.

ويعود الصراع الأذربيجاني الأرمني على إقليم “ناغورني قره باغ” إلى نهاية ثمانينيات القرن الماضي.

 ونمت الصراعات بين الدولتين بشكل كبير بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وطلب سكان المنطقة الانضمام إلى أرمينيا.

وبدأت المعارك بين أذربيجان وأرمينيا على ضم إقليم ناغورني قره باغ  في الـ/27/ من شهر أيلول/ سبتمبر الفائت، وبدعم تركي مباشر عبر إرسال مسلحين سوريين للقتال ضد أرمينيا.

وقال “مادريجيان” إن “المرتزقة السوريين أصبحوا مثل المافيات بقيادة أردوغان وبقيادة كل من يدفع لهم أكثر.”

وأضاف لنورث برس: “لا يهمهم في أي بقعة من الأرض يحاربون إذا كان يوجد من يدفع لهم النقود، فهم دواعش مخفيون، وتركيا بوجودهم تشكل خطراً على أغلب دول العالم.”

 وبحسب سفير أرمينيا في موسكو فاردان توغانيان، فإن “تركيا نقلت إلى أرض المعركة في قره باغ نحو /4000/ مرتزق من معسكرات التدريب في سوريا.”

وكان هاكوب مقديس، وهو محاضر في أكاديمية الإدارة العامة في أرمينيا، قد قال في تصريح سابق لنورث برس إن تركيا استقدمت قبل خمسة أشهر فنيين عسكريين وأكاديميين أتراك، بالإضافة لطيارين مخضرمين بالجيش التركي للعاصمة الأذربيجانية باكو لتدريب عسكريي أذربيجان.

من جهته، وصف سمير بلبليان (50عاماً)، أرمني من سكان قامشلي، الرئيس التركي بـ”رجل إرهابي”، فهو يلعب على كافة الأطراف مع أمريكا وروسيا وإسرائيل وإيران لتنفيذ أجندته في المنطقة، على حد قوله.

وبحسب “بلبليان”، فإن أردوغان يهدف إلى إطالة الحرب ما بين أذربيجان وأرمينيا قدر المستطاع، “من أجل إرضاخ بعض الدول العظمى لمطالبه، ولإنشاء إمبراطوريته العثمانية.”

وأعلن وزير الخارجية الروسي سرجي لافروف، أمس الجمعة، عن اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت بين أرمينيا وأذربيجان، والذي دخل حيز التنفيذ ظهر السبت، بعد مباحثات استمرت لعشر ساعات في العاصمة الروسية.


وقبيل وقف إطلاق النار تبادلت أرمينيا وأذربيجان اتهامات بمواصلة عمليات القصف.

بدورها، قالت ريتا أوهانيس (26عاماً) إن تركيا تسعى لتوسيع رقعتها الجغرافية “على حساب أرواح ودماء الشعب الأرمني”، على حد تعبيرها.

وأضافت أن تركيا بالإضافة لرفضها سابقاً الاعتراف بجرائمها ومحاولات إبادة الأرمن، “لم تتوقف عن ارتكابها للجرائم.”

إعداد : ريم شمعون- تحرير: سوزدار محمد