“مفاتيح بيوتنا لا تصدأ”.. حملة إلكترونية للتضامن مع سري كانيه تلقى انتشاراً واسعاً

قامشلي – نورث برس

أطلق مجموعة من الصحفيين والناشطين من مدينة سري كانيه (رأس العين)، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو لعودة آمنة لنازحي المدينة.

وتأتي الحملة بالتزامن مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للغزو التركي على سري كانيه وتل أبيض.

وشنت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة، في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، عملية عسكرية على مدينتي سري كانيه وتل أبيض، وتسببت بهجرة ونزوح أكثر من /200/ ألف شخص بحسب تقارير الأمم المتحدة.

وبدأت الحملة بتغيير البروفايلات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، في صور تجذب المتابعين إلى قضية سري كانيه وتهجير سكانها.

ونشرت صفحة الحملة على حسابها في فيسبوك “مع حلول عامٍ على ذكرى احتلال سري كانيه، ووقوفاً مع حق أهلها في العودة الآمنة لديارهم، وإعادة الحياة الطبيعية للمدينة، يجب علينا التضامن معها ومناصرة قضيتها”.

وقال سردار ملا درويش، وهو صحفي كردي من سري كانيه، يقيم في ألمانيا، “نحن أمام هول كبير يحيط بمدينة تم احتلالها باتفاق دولي، وتم تهجير أهلها واستباحتها”.

وقال “ملا درويش” وهو أيضاً أحد المشرفين على الحملة، إنه كان “واجباً محتماً عليهم” مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للغزو العسكري التركي، إطلاق حملة تضامن لاستذكار مأساة مدينتهم كي لا يتم طمس حقوق سكانها، بحسب تعبيره.

وأضاف أن الحملة أطلقها مع مجموعة من الصحفيين والنشطاء من مدينة سري كانيه في الداخل والخارج، “ولاقت دعماً وتأييداً من قبل صحفيين ونشطاء كرد وسوريين.”

وقامت المجموعة بإعداد الحملة بشعار “سري كانيه/ رأس العين مدينة التعايش تفقد ألوانها” وهو شعار يعبر عن المدينة وطبيعتها وطبيعة سكانها فهي مدينة التنوع والتعايش”، بحسب “ملا درويش”.

لكنه قال أيضاً إن المدينة اليوم تفقد كل ألوانها “لأن كردها وعربها والكلدان والآشوريين والسريان والتركمان والمسلمين والمسيحيين كلهم تضرروا من الغزو التركي.”

وتطالب الحملة بمناصرة قضية المدينة للوقوف مع حق سكانها في العودة الآمنة لديارهم، وإعادة الحياة الطبيعية لها، بحسب “ملا درويش”.

واستطاعت المجموعة أن تؤثر في الرأي العام بتغيير صور الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي للتضامن مع الحملة.

وقال “ملا درويش” إن الحملة التضامنية كانت قريبة من الناس ومنتشرة بشكل واسع، واستطاعت أن تُنشِّط ذاكرة السكان باستعادة صور مفاتيح منازلهم واستعادة صورٍ لذكريات من المدينة.

ومن شعارات الحملة شعار “مفاتيح بيوتنا لا تصدأ”، حيث قال القائمون على الحملة: “هي ليست أي مفاتيح عادية بل هي حزمة من الذكريات وآمال للعودة.”

وكان مجموعة من الصحفيين الكرد والنشطاء المشاركين في الحملة، تواجدوا في برلمان إقليم فالنسيا الإسباني، بعد إدانته للعملية التركية شمال شرقي سوريا.

وكان الهدف من التجمع، “وضع البرلمانيين في صورة واقع مدينتهم سري كانيه”، بحسب “ملا درويش”.

ووافق برلمان فالنسيا الإسباني، الثلاثاء الفائت، على مقترح قانوني يدين العملية العسكرية التركية شمال شرقي  سوريا، ويطالب بالضغط على الجهات الدولية لعودة نازحي سري كانيه وتل أبيض إلى مدينتهم.

وأطلقت حملة التضامن مع سري كانيه صفحة على “فيسبوك” باسم “رأس العين مدينة التعايش” باللغتين الكردية والعربية، ينشر عليها نشاطات الصحفيين القائمين على الحملة.

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=111778220698932&id=102142081662546

وقال أورهان كمال، وهو صحفي من سري كانيه، إن مدينته “باتت أرضاً مستباحة” للمعارضة المدعومة تركياً.

وأضاف: “فصائل المعارضة في الجيش الوطني ارتكبت فيها عمليات سلب ونهب وقتل وتغيير الديمغرافي عبر جلب المستوطنين من مناطق أخرى.”

وأشار “كمال” إلى أن “هذا المشهد كان محبطاً ويدحض رواية تركيا بأنها ستقوم بإقامة منطقة آمنة للنازحين.”

ولما نتج عن “الاحتلال” التركي للمدينة من قضايا، بحسب “كمال”، تم اختيار عدة هاشتاغات للحملة أطلقوها على التواصل الاجتماعي للتضامن مع سري كانيه.

وتحمل الحملة هاشتاغات “سري كانيه مدينة التعايش تفقد ألوانها، مفاتيح بيوتنا لا تصدأ، معاً لوقف التغيير الديمغرافي، عاماً على الاحتلال.”

ويعيش أورهان كمال الآن في حسكة بعد نزوحه من سري كانيه العام الماضي، وكان يغطي تطورات مدينته أيام بدء العملية العسكرية لكنه اضطر للمغادرة لاحقاً مع عائلته.

وتحدث كمال عن تركيزهم على رمزية مفاتيح المنازل في حملتهم، “نظراً لما للمفاتيح من رمزية لدى أهلنا المهجرين، الذين لم يحملوا أثناء نزوحهم سواء مفاتيح منازلهم.”

وأضاف: “الأقفال والمفاتيح تغيرت لأن البيوت نهبت، لكن مهجرو رأس العين يحتفظون بمفاتيح بيوتهم التي تذكرهم بما عاشوه في تلك البيوت، وتمنحهم آمالاً في العودة.”

وذكر أن العودة إلى سري كانيه “حق لا يمكن الاستغناء عنه”، وهو أحد أهداف الحملة الرئيسية “عائدون ولو تأخرت العودة”.

ولاقت الحملة تضامناً وانتشاراً واسعين من قبل رواد التواصل الاجتماعي شمال وشرقي سوريا.

وقام آزاد عفدكي، وهو مخرج سينمائي من سري كانيه، بتغيير صورة حسابه الشخصي على فيسبوك، إلى صورة أطلقتها الحملة ضمن نشاطها، كُتب عليها “مدينة التعايش تفقد ألوانها”.

ونشر “عفدكي” صورة على حسابه لامرأة عجوز تخرج من المدينة سيراً على الأقدام وأعمدة الدخان تتصاعد خلفها، وشارك معها هاشتاغ الحملة “عام على الاحتلال”.

إعداد: عكيد مشمش – تحرير: معاذ الحمد