مقاهي ومنشآت سياحية في دمشق تقدّم النراجيل للزبائن رغم قرار حكومي بمنعها
دمشق- نورث برس
يعلل مستثمرون للمقاهي والمطاعم في العاصمة دمشق استمرار تقديم النراجيل للزبائن، مؤخراً، بتعرضهم للخسارة إن تقيدوا بإجراءات الوقاية من كورونا، ما يدفعهم لدفع رشاوى من أجل استمرار عملهم في ظل وجود قرار حكومي بمنعها.
وكان الفريق الحكومي المعني بإجراءات التصدي لفيروس كورونا قد ألزم منتصف آذار/ مارس الفائت المقاهي والمطاعم وباقي المنشآت السياحية بعدم تقديم النراجيل تحت طائلة التهديد بالإغلاق.
“لا زبائن دون نراجيل”
وقال مستثمر للنراجيل في منشأة سياحية بحي المزة بدمشق، فضل عدم ذكر اسمه، إن السبب في مخالفتهم للقرار هو “عزوف غالبية الزبائن عن التردد إلى المطاعم مع عدم وجود خدمة تقديم النراجيل”.
وأضاف، “إن لم تكن خدمة النراجيل موجودة، تكون المطاعم خالية من الزبائن”.
وبلغ إجمالي الإصابات بفيروس كورونا المستجد بمناطق الحكومة السورية حتى الآن /3094/ حالة، بينها / 974/ حالة في دمشق وحدها.
وكان مجلس محافظة دمشق قد أعلن، منتصف سبتمبر/ أيلول الفائت، إغلاق /70/مطعماً ومقهى ونادياً ليلياً وملهى وصالة شاي بسبب “تقديمها النراجيل للزبائن ومخالفتها الشروط الصحية وعدم تقيدها بالإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا.”
لكن سكاناً من دمشق قالوا، لنورث برس، إن معظم المنشآت السياحية “الفخمة” تقدم خدمة النراجيل “أمام أعين موظفي التموين.”
“فساد لجان الرقابة”
وأقر مستثمر النراجيل في المنشأة السياحية بمنطقة المزة في دمشق بقيام صاحب المنشأة برشوة موظفي التموين ومجلس المحافظة من أجل “غض النظر عن مخالفتهم”.
وبحسب مرتادي هذه المنشآت، فإن غالبيتها تبدأ بتقديم النراجيل مساءً “لعدم لفت الأنظار”، إلا أن بعضها تقدم هذه الخدمة في وضح النهار، ما علله البعض بكونها “مدعومة”.
من جانبه، قال سليم العنبر(اسم مستعار) صاحب منشأة سياحية في منطقة الربوة بدمشق، لنورث برس، إن أصحاب المنشآت اضطروا لمخالفة القرار، خاصة في الفترة المسائية.
وأضاف: “تعرضنا لخسائر مادية كبيرة خلال فترة حظر التجول، لذا إن منعنا تقديم النراجيل في المطاعم لن يتردد أحد إلى المطاعم والمقاهي.”
“بيئة حاضنة لكورونا”
ورغم أن مشاركة مبسم النرجيلة يزيد احتمالية الإصابة بفيروس كورونا المستجد، إلا أن المنشآت والمطاعم في دمشق لا تحرص على تنظيفها وتعقيمها بالشكل الأمثل رغم استخدامها من قبل عدة زبائن.
وحذرت وحيدة غريب، وهو اسم مستعار لطبيبة متخصصة في أمراض الجهاز التنفسي في مشفى الأسد الجامعي، من مشاركة مبسم النرجيلة وخراطيمها، “النرجيلة توفر بيئة حاضنة للفيروسات وخاصة فيروس كورونا.”
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت في وقت سابق من أن تدخين النرجيلة يزيد من خطر انتقال الأمراض، وقد تحفز انتقال فيروس كورونا المستجد في التجمعات الاجتماعية.
وقالت المنظمة: “عندما يكون تدخين النرجيلة في أماكن مغلقة، كما هو الحال في أماكن عدة، يمكن أن يكون مستوى الخطر أعلى.”
وأضافت الطبيبة المختصة: “إذا استخدمت النرجيلة من قبل عشرة أشخاص يومياً وكان أحدهم من حاملي الفيروس فمن المؤكد ستنتقل العدوى للآخرين.”
ولفتت إلى ضرورة منع تقديم النراجيل في المطاعم والكافيتريات، “فهي تساهم بشكل كبير في انتقال الفيروسات.”