كهنة أرمن بحلب: التدخل التركي في أرمينيا غير شرعي

حلب – نورث برس

حذر كهنة كنائس الأرمن في مدينة حلب، شمالي سوريا، أمس الأربعاء، من تكرار ارتكاب تركيا لمجازر ضد الشعب الأرمني بأيدي مرتزقة سوريين.

واستنكر المطران بطرس مرياتي، رئيس أبرشية الأرمن الكاثوليك بحلب، مشاركة تركيا في الحرب إلى جانب أذربيجان ضد أرمينيا.

ولفتَ إلى أن تركيا تريد إعادة إبادة الأرمن “ولكن هذه المرة على أيادي إخوتنا العرب السوريين.”، على حدِّ قوله.

وكانت المعارك بين أذربيجان وأرمينيا قد اندلعت، منذ نحو أسبوعين، في إقليم ناغورني قره باغ (آرتساخ) الحدودي والمُتنازع عليه بين البلدين منذ عقود.

وأعلنت تركيا وعلى لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، حامي أقصوي، خلال الشهر الفائت، المشاركة في الحرب إلى جانب أذربيجان ضد أرمينيا، بحجة أن أرمينيا انتهكت وقف إطلاق النار.

وأضاف “أقصوي”: “خلال هذه المرحلة، دعم تركيا مطلق لأذربيجان وسنقف بجانبها بالشكل الذي ترغب به.”

وقال المطران “مرياتي” إن من “غير الشرعي لتركيا التدخل بين الدول الجارة التي من الممكن أن تتصالح سياساتهما مع بعضها البعض بعد فترة قصيرة دون سفك الدماء.”

وانتشرت تسجيلات مصوّرة على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر مسلّحين سوريين داخل سيارات نقل على أحد الطرق في أذربيجان، وهم يرددن أناشيد حربية.

وبحسب سفير أرمينيا في موسكو، فاردان توغانيان، فإن تركيا نقلت إلى أرض المعركة في قره باغ نحو /4000/ مقاتل من معسكرات التدريب في سوريا.

من جهته، قال الأب جبرائيل عازار، كاهن كنيسة مار إلياس بحلب، إن تركيا تريد “احتلال ممتلكات الأرمن بقوة السلاح، كما عملت على أخذ أملاك السريان والآشوريين والأرمن الذين كانوا يقطنون في تركيا قبل مئة عام.”

وأضاف أن تركيا تدّعي الإسلام ولكنها على أرض الواقع لا تمثّل دين الإسلام بأي شكل من الأشكال، “فأين الإسلام من الهجوم على الأرمن؟”

وتسببت الإبادة الجماعية للأرمن على يد الدولة العثمانية عام 1915 بترحيل قسري لهم من مناطقهم في تركيا.

وبحسب الوثائق التاريخية فإن أعداد ضحايا الأرمن تُقدَر بين المليون والمليون ونصف شخص.

وعبّر إلياس شهريان، وهو قسيس أرمني في حلب، عن مخاوفه من استمرار تركيا بدعم أذربيجان بالأسلحة المتطورة، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل السريع “قبل حدوث كارثة بشرية أخرى بحق الأرمن.”

إعداد: علي الآغا – تحرير: سوزدار محمد