أزمة البنزين بريف الرقة الشرقي تجبر أشخاصاً على العودة إلى استخدام الدواب للتنقل

الرقة – نورث برس

 أجبرت أزمة فقدان المحروقات بناحية السبخة بريف الرقة الشرقي، حيث تسيطر الحكومة السورية، أشخاصاً في المنطقة على اعتماد الخيول والحمير كوسيلة تنقّل بدل السيارات.

 وتشهد الناحية منذ أشهر أزمة فقدان للمحروقات وخاصةً البنزين، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعر لتر البنزين إلى خمسة آلاف ليرة سورية.

وتعاني غالبية المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية منذ أواسط تموز/يوليو الفائت من أزمة نقص حادة في مادة البنزين.

إلا أن سكان ناحية السبخة يرون أن أوضاعهم مختلفة تماماً ذلك أن منطقتهم لم تصلها أي مخصصات من مادة البنزين، منذ الـ/15/ من آب/أغسطس الفائت.

ولا يخفي سكان الناحية استياءهم من ارتفاع سعر لتر البنزين ووصوله عتبة الـخمسة آلاف ليرة سورية، ذلك أنه لا يتناسب ودخل سكان منطقة أنهكتها الحرب منذ سنوات.

ويشير العديد من سكان المنطقة أنهم عزفوا عن استخدام السيارات لقضاء حاجاتهم وفضّلوا اللجوء إلى استخدام الأحصنة أو الحمير كما هو الحال بالنسبة لبعض العائلات.

وقال حسين الجاسم (52 عاماً)، من سكان السبخة، إنه أوقف سيارته أمام محطة وقود منذ أكثر من شهر، ولم يرها منذ ذلك الحين بسبب عدم توفر مادة البنزين.

وأضاف لنورث برس، أن الأزمة في ريف الرقة الشرقي تفاقمت بشكل كبير “ذلك أن محطات الوقود المحلية لم تصلها أي كميات من شركة ساد كوب على خلاف باقي المحافظات السورية.”

وعبّر” الجاسم” عن استيائه من الحالة التي دفعته إلى شراء حصان بمبلغ مليون و/700/ ألف ليرة سورية بدلاً من شراء لتر البنزين بخمسة آلاف ليرة.

وتساءل عن السبب في توافر البنزين في السوق السوداء، “بينما لا يمكن الحصول على لترٍ واحدٍ عبر البطاقة الذكية.”

وقال “الجاسم”: “إن استمر الوضع هكذا فمن المؤكد أننا سنشهد هجرة جماعية من هذه المنطقة بعد فترة زمنية قصيرة بسبب الإهمال الحكومي.”

وبلغت أزمة  البنزين ذروتها في دمشق قبل نحو شهر، لكنها سرعان ما امتدت إلى حلب والساحل مروراً بحمص التي تشهد طلباً متزايداً نظراً لموقعها وسط البلاد.

وكانت إدارة مصفاة بانياس الحكومية، قد أعلنت قبل نحو أسبوع، عن بدء عملية إنتاج البنزين لكن مصادر نورث برس، عَلِمت أن ضخَّ المادة يحتاج إلى وقت.

وتنتج الحكومة السورية عبر مصفاة بانياس أقلَّ من ربع حاجتها التي تبلغ أكثر من /100/ ألف برميل نفط يومياً لتغطية السوق المحلية، حسب خبراء اقتصاديين.

وقال زايد عبد الجليل (42 عاماً)، وهو من سكان قرية غرناطة، بأن عمله يتطلّب التنقّل بشكل يومي بين قرى الريف الشرقي لأنه يبيع حليب أبقاره كل صباح.

وأضاف أن عمله تضرر بشكل كبير منذ فقدان مادة البنزين وعدم توفر عربة لنقل كميات حليبه عدا مشكلة تأمين الخبز.

وبات الحصول على الخبز في المنطقة أيضاً من المشكلات الرئيسية التي يواجهها السكان بعد توقف حركة المواصلات، إذ أدت الأزمة إلى ارتفاع سعر ربطة الخبز ليصل إلى /700/ ليرة.

وأشار “عبدالجليل” إلى أنه اضطر إلى شراء حمار وحصان من أجل تصريف حليب أبقاره، وهو الذي كان قد باع أحصنته قبل ثلاث سنوات من أجل شراء سيارة.

وقال “عبدالجليل”: “ماذا سيبقى من مردود عملي إذا بقيت أشتري لتر البنزين بـخمسة آلاف ليرة سورية؟!”

وتشهد محطات الوقود في مناطق تديرها الحكومة السورية طوابير سيارات تمتد لكيلومترات للحصول على مخصصاتها من مادة البنزين، منذ شهر أب/أغسطس الفائت.

وقال قتيبة وهب، وهو مالك محطة السبخة للمحروقات، إن فقدان مادة البنزين تسبب بشلِّ حركة النقل بين القرى بعد توقف شركة ساد كوب الحكومية عن إرسال توريدات منذ شهر آب/أغسطس.

وأضاف أن الشركة العامة تَعِد منذ نحو شهر بإرسال المخصصات إلى المحطة لكنها لا تفي بوعودها.

وأشار “وهب” إلى أن مخصصات السيارات الحكومية أيضاً توقفت، ذلك أن محطته هي المحطة الوحيدة المخصصة في المنطقة لتوزيع المحروقات على الآليات الحكومية.

واتهم “وهب” الحكومة السورية بعدم توزيع مادة البنزين بشكل عادل بين المحافظات السورية، “هذا إجحاف بحق سكان الريف الشرقي للرقة.”

إعداد: علي الآغا – تحرير: جان علي