أردوغان يتوجه إلى قطر لبحث تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين

إسطنبول ـ نورث برس

قال مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الرئيس سيزور قطر والكويت اليوم الأربعاء.

ومن المقرر أن يجتمع خلال زيارته للكويت مع الأمير الجديد للبلاد الشيخ نواف الأحمد الصباح.

وسيقدم له التعازي في وفاة أخيه غير الشقيق الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي توفي الأسبوع الماضي عن (91 عاماً).

وسيلتقي الرئيس التركي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وتمثل زيارة أردوغان لقطر أهمية كبيرة، حيث أن قطر واحدة من الدول العربية القليلة التي تدعم التدخل التركي في ليبيا.

وساعدت تركيا الحكومة الليبية التي تتخذ من طرابلس مقراً لها في التصدي لهجوم على العاصمة من قبل قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر.

كانت وكالة الأنباء القطرية ذكرت أمس الثلاثاء، أن أمير البلاد والرئيس التركي سيبحثان تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل دعمها، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتتزامن الزيارة المفاجئة للرئيس التركي مع التطورات التي تشهدها المنطقة سواء في ليبيا أو سوريا أو حتى شرق المتوسط وفي أذربيجان.

وتعتبر تلك الزيارة هي الثانية من نوعها لأردوغان إلى قطر، إذ كانت الزيارة الأولى في الثاني من  تموز/ يوليو الماضي.

وبحث أردوغان مع أمير قطر، خلال تلك الزيارة، عدداً من الملفات على رأسها ليبيا وإدلب السورية، إضافة لملفات اقتصادية وأخرى إقليمية لها علاقة بآخر تطورات الوضع في المنطقة.

وقال مصطفى الأحمد وهو محلل سياسي يقيم في مدينة إسطنبول، إن “أردوغان استشعر بخطر الضغط الأوروبي والغربي وانعكاس ذلك على الاقتصاد في بلاده.”

وأضاف لنورث برس: “ومن أجل ذلك يحاول طلب المساعدة من قطر التي تعتبر الداعم الرئيسي لتركيا في تدخلاتها بملفات المنطقة.”

وسيكون الملف الليبي، ضمن الأولويات الخاصة، بحسب “الأحمد”، لرسم الخطوط العريضة للمرحلة القادمة، خاصة في حال استمرار السراج بقرار استقالته.

وأشار “الأحمد” إلى أن “أردوغان يريد أن تسانده قطر أيضاً في ملف الصراع الدائر بين أذربيجان وأرمينيا، خاصة وأن هناك عدة أطراف بدأت تتدخل فيه لصالح أرمينيا وعلى رأسهم روسيا.”

وقال أحمد النعيمي، وهو باحث أكاديمي يقيم في تركيا، إن “سبب الزيارة المفاجئة من قبل أردوغان إلى قطر، يعود إلى أن تركيا بحاجة إلى دعم ومن أهم الحلفاء الاستراتيجيين هي قطر.”

وأضاف “النعيمي” لنورث برس: “هناك تعاون عسكري واتفاقيات دفاع مشترك قد أبرمت، لذلك من المهم بحث تداعيات الضغوط الأوروبية على تركيا.”

وبدأ الاتحاد الأوروبي التلويح بالعقوبات نظراً لسياسة الاستفزاز التي تمارسها تركيا خاصة شرق المتوسط، إضافة لعدم التزامها بالقوانين الدولية وتجاوزها للخطوط الحمراء الموضوعة كلها.

وفي السياق ذاته، وجهت جامعة الدول العربية، قبل أيامٍ، تحذيرات شديدة اللهجة لتركيا، مطالبة إياها بالانسحاب من سوريا وليبيا والعراق وشرق المتوسط.

وقال أمين عام الجامعة أحمد أبو الغيط، إن “النهايات قد لا تكون سارة أبداً.”

وما سبق، شكل بحسب مراقبين، ضغطاً ملحوظاً على تركيا التي بدأت تستشعر الخطر القادم وأن عليها طلب الدعم الاقتصادي والسياسي من الحلفاء المقربين لها.

ويرى المراقبون، أن الزيارة الحالية سيتم التركيز فيها على الجانب الاقتصادي وطلب الدعم من الجانب القطري لإنقاذ الليرة التركية المنهارة أمام العملات الصعبة وعلى رأسها الدولار.

ووصل سعر صرف الدولار الواحد إلى /7.90/ ليرة تركية، ومن المتوقع جداً بحسب اقتصاديين، أن يصل سعر صرف الدولار إلى /8/ ليرات تركية في تدهور قياسي غير مسبوق.

وكان أردوغان أجرى زيارة طارئة إلى قطر في الـ/26/ من تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وكان حينها الاقتصاد التركي يشهد تراجعاً ملحوظاً.

ونتج عن تلك الزيارة اتفاق الطرفين على تبادل العملات المحلية بين البنك التركي المركزي، والبنك القطري المركزي، بهدف دعم الليرة التركية.

وشهدت الليرة التركية عقب ذلك الاتفاق تحسناً نوعياً، لتعود في هذه المرحلة للانهيار، بسبب الضغوط الممارسة على تركيا نظراً للسياسة التي تتبعها.

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد