مكبات القمامة ..مصدر كسب “صعب” لأطفال ونساء في إدلب

ادلب- نورث برس

بين أكوام من النفايات على أطراف مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، ينشغل الطفل عمر الشردوب (9 أعوام) مع طفلين آخرين بنبش القمامة.

ويبحث الطفل النازح من معرة النعمان بين النفايات عن قطع قابلة للبيع من بلاستيك وحديد أو أسلاك نحاسية أو فتات الخبز.

ويضطر أطفال أيتام ونساء نازحات في إدلب وريفها للعمل في تجميع مواد يمكن بيعها من مكبات القمامة، لإعالة أنفسهم ومساعدة عائلاتهم.

 يقول “الشردوب” لنورث برس إنه يحصل من بيع ما يجمعه على ألف أو ألفين ليرة سورية يومياً، “بالكاد تكفي الاحتياجات الأساسية لعائلتي”.

ولجأ الطفل”، الذي يقطن مع عائلته في مخيم عشوائي في بلدة دير حسان شمال إدلب، إلى العمل في نبش القمامة، بعد إصابة والده بشظية في عموده الفقري تسببت له بعجز دائم.

إصابات

ويحمل هذا العمل مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض الجلدية والإسهال، حيث يشير أطفال يعملون في نبش القمامة إلى أنه تعرضهم للسعات ذباب وبعوض بشكل دائم.

 وأصيب عمر الشردوب بمرض اللشمانيا في وجهه ويديه بعد تعرضه للسعات ذباب وبعوض أثناء عمله في نبش أكوام القمامة في المكب.

ولفت أيضاً إلى إنه يتعرض في أحيان أخرى كثيرة لجروح في يديه وقدميه بسبب احتواء القمامة على زجاج مكسور ومواد أخرى حادة.

وكان ثلاثة أطفال قد فقدوا حياتهم في السادس مطلع العام الجاري ،جراء سقوط كميات كبيرة من القمامة عليهم أثناء جمعهم مخلفات البلاستيك في مكب “الهباط” على أطراف مدينة معرة مصرين شمال مدينة إدلب.


وبحسب مصدر من الدفاع المدني فإن “الفرق عملت لأكثر من أربع ساعات في محاولة إنقاذهم من تحت القمامة بعد أن أبلغ عنهم زملاؤهم، لكن تم إخراجهم جثثاً.”

 ويرى خبراء اقتصاد أن الحرب التي تعيشها سوريا منذ العام 2011، أدت إلى أن يعيش أكثر من 80% من السوريين تحت خط الفقر وأن يتجاوز معدل التضخم /2000/ في المئة.

تفاقم الأوضاع المعيشية

وتخرج الطفلة فاطمة الصالح (10سنوات) رفقة أخيها خالد (11أعوام) كل صباح إلى مكب النفايات للبحث عن قطع من الخردة أو مواد بلاستيكية لبيعها والاستفادة من ثمنها.

ويقطن الطفلان مع جدتهما في منزل على أطراف مدينة بنش شرق ادلب، بعد وفاة والدهما منذ عامين  وزواج الأم.

وبدل أن يذهب هؤلاء الأطفال في مثل هذا الوقت من العام إلى المدارس، يجدون أنفسهم أمام ظروف أكبر من أعمارهم.

تقول الطفلة إنها تحلم بارتداء ملابس نظيفة والذهاب إلى المدرسة “لكن ماذا أفعل؟ لا يوجد أحد يعيلنا.”

ولم تجد المرأة الثلاثينية أم جميل (اسم مستعار)، وهي نازحة من ريف مدينة سراقب، عملاً سوى النبش في مكب النفايات القريب من مخيم “مشهد روحين” بريف إدلب الشمالي الذي نزحت إليه منذ أكثر من عام.

تقول “أم جميل”، وهي أم لطفلين من ذوي الاحتياجات الخاصة وطفل آخر، لنورث برس: “لم أكن أتصور أن نعيش مثل هذه الظروف الصعبة بعد نزوحنا، حيث تركنا منازلنا وأرزاقنا.”

 وتقوم الأم النازحة ببيع ما جمعته من المكب للسيارات التي تجوب الشوارع بحثاً عن الخردوات والمعادن، التي تقوم بدورها ببيعها لمعامل تدوير النفايات.

إعداد: حلا الشيخ أحمد- تحرير- سوزدار محمد