قلق إسرائيلي من وقوع أبو مازن- برعاية أردوغان- في قبضة “حماس”
رام الله ـ نورث برس
قالت مصادر سياسية في إسرائيل، الثلاثاء، لنورث برس، إن تل أبيب تشعر بقلق من التقارب بين حركتي فتح وحماس.
وأشارت إلى أنها لا تريد إجراء انتخابات فلسطينية قد تأتي بفوز حركة حماس وتمس بالوضع الراهن.
وتصاعدت المخاوف الإسرائيلية، مؤخراً، من أن ابتعاد المخابرات المصرية عن مفاوضات الوساطة بين فتح وحماس في ملف المصالحة له أيضاً تداعياته على إسرائيل.
وقالت صحيفة “معاريف” في مقالها التحليلي إن رئيس السلطة الفلسطينية “أبو مازن” يشعر باليأس. وأنه يمكن أن يقع في قبضة “حماس” برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتأتي مخاوف تل أبيب، نتيجة التقارب الحاصل بين السلطة الفلسطينية في رام الله وحركة حماس في غزة وكذلك العلاقة الجيدة مع تركيا وقطر، في مقابل علاقة باردة بين السلطة ومصر.
واعتبرت “معاريف” أنه “بعد أن شعرت بأنها تعرضت للخيانة والغدر في الساحة الدولية، ومؤخراً أيضاً على الصعيد الإقليمي، وفي أروقة الجامعة العربية، تغازل القيادة الفلسطينية خصمها اللدود حماس في محاولة أُخرى للتوصل إلى مصالحة وطنية.”
وحتى الآن لم تنجح سلسلة محاولات للتوصل إلى مثل هذه المصالحة. “لكن لا شيء محصن إلى الأبد”، بحسب معاريف.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه “إذا أثمرت محاولات التدخل الواضح من الحاكم التركي، فمن المحتمل أن يدفع أبو مازن الضفة الغربية إلى أذرع حماس.”
وسيكون الفلسطينيون، بحسب الصحيفة، “الخاسر الأكبر من هذه الخطوة، السجناء رهائن في يد القدر. لكن ليس هم فقط، إسرائيل أيضاً ستخرج خاسرة من خطوة كهذه.”
لكن مصادر في فتح، قالت لنورث برس إن الحوارات الجارية بينها وبين حماس تتمحور حول خوض الحركتين للانتخابات العامة في إطار قائمة واحدة ومشتركة وتوافقية.
“ومن ثم تشكيل حكومة وحدة مهما كانت نتيجة الانتخابات”؛ بحسب المصادر، وهي محاولة “للحيلولة دون انقلاب في تشكيلة الطبقة الحاكمة للمشهد الفلسطيني.”
وفي المقابل، ادعت صحيفة “معاريف” أن المصلحة الإسرائيلية هي في إنقاذ الشعب الفلسطيني، الذي يعيش في الضفة، من قبضة أردوغان، ومن نظام آيات الله في إيران، ومن قبضة “حماس”.
وقالت إن “هذا ليس أقل دراماتيكية مما يسمع. هذا المحور يعرف جيداً تحريك مشاعر الشارع من أجل الحصول على شرعية لاحتضان الضفة الغربية، إذا تخلى الغرب نهائياً عنها.”
في غضون ذلك، تتوجه أنظار أبو مازن الآن إلى نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، قبل أن يختار المعسكر الذي سينتمي إليه.
وفي الوقت ذاته “يتدهور الوضع على الأرض بسرعة”. وتدعو “معاريف” إلى ضرورة أن تمنع إسرائيل هذا التدهور.
وأضافت “معاريف”، “الآن مع التشكيلة الإقليمية الجديدة التي تقدم إلى إسرائيل دعماً استراتيجياً على صورة دول قوية موالية للغرب في المنطقة. لنا اليد الطولى، والتطبيع المرجو مع دول المنطقة لم يعد مشروطاً بضوء أخضر من الفلسطينيين.”
وقالت الصحيفة الإسرائيلية: “هذا هو وقت زعامة شجاعة تعرف كيف تستفيد من الفوائد الناجمة عن نظام إقليمي جديد، لإحراز تقدم مهم نحو حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.”