حلب- نورث برس
في وضح النهار تعرّض منزل بسام خراط (47 عاماً) من سكان مدينة حلب، منذ أقل من شهرين للسرقة، وقُدّرِت خسائره بنحو ثلاثة ملايين ليرة سورية.
السرقة تمت “بطريقة غريبة” حسب “خراط” إذ استخدم السارق خلالها أدوات كالمفكات والبراغي وغيرها من أدوات لم يسمع قط بأنها تساعد في عمليات السرقة.
لكن ما يثير الشبهة لديه في الحادثة، هو أنها جرت في وقت كانت الدوريات الأمنية فيه تتجول في الحي ما يدفعه للتشكيك بالأفرع الأمنية وإمكانية أن يكونوا شركاء في الجريمة.
ويضيف لنورث برس: “سُرِقَت أدوات كهربائية من منزلي تصل قيمتها إلى ثلاثة ملايين ليرة وأنا غير قادر على شراء أخرى بديلة لارتفاع أسعارها.”
وكثّفت قيادة الشرطة خلال الأشهر الماضية من دورياتها في المناطق التي تشهد تزايداً في حالات السرقة ولكن رغم ذلك لم تتوقف عمليات السرقة.
وفي أواخر آب/أغسطس/ الماضي، تعرّض أنس قلعجي (38 عاماً) من سكان حي السبيل لعملية سرقة خسر فيها مليوني ليرة سورية.
كان ذلك قرابة الثانية عشرة من منتصف الليل أثناء تواجده في منزل والدته، كما يذكر “قلعجي” حيث لم يسرق منه آنذاك سوى مبلغ مالي.
ووصف “قلعجي” السارق بأنه “لم يكن محترفاً” ذلك أنه ترك وراءه قناعاً وكفوفاً بجانب أحد الأسّرة، كان قد استخدمها للتنكر.
وأضاف لنورث برس: “كثرت خلال الفترة الأخيرة عمليات السرقة في وقتٍ تدهور فيه الوضع الاقتصادي وساءت الأحوال المعيشية لدى معظم سكان المدينة.”
وقدّرت الأمم المتحدة في تقريرها لعام 2019 أن /83/ بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وأكثر من /11/ مليون سوري بحاجة إلى المساعدات المختلفة.
وبحسب موقع “نومبيو”(Numbeo ) العالمي والمختص بإحصائيات كلفة المعيشة وتقصي نمط الحياة، تحتل سوريا المركز العاشر عالمياً من حيث ارتكاب الجرائم، وفق إحصائية نصف سنوية نشرها الموقع.
وازدادت خلال الأشهر الثلاثة الماضية عمليات السرقة بنسبة /48/ بالمئة مقارنة بالفترات السابقة لها، حسب ما أفاده مصدر في فرع الأمن الجنائي بحلب.
وذكر المصدر لنورث برس، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، أنه تم تسجيل /83/ عملية سرقة ضمن أحياء مدينة حلب خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وأشار إلى أن جميع المنازل المسروقة تم فتح أبوابها “بطريقة غريبة” استخدم فيها معدات بسيطة وهذا يدل على أن السارقين غير مدربين على مثل هذه العمليات.
وبحسب بيانات وزارة الداخلية التابعة للحكومة السورية، وقعت خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو الماضيين /56/ جريمة في مناطق سيطرة الحكومة، ما يعادل جريمة واحدة في كلّ يوم.
وتوضح البيانات أن من بين تلك الحالات /28 جريمة قتل، و/5/ جرائم تحت مسمى “جريمة الشرف” بالإضافة إلى جرائم وحالات سرقة واعتداء واغتصاب.
وأضاف المصدر: “ألقينا القبض على خمسة أشخاص قاموا بسرقة منازل وهم عمال بناء، ولدى التحقيق معهم تبين أن ظروفهم المعيشية سيئة وليست لديهم سوابق.”
ولفت إلى أن قيادة الشرطة تكتمت على /40/ حالة سرقة في أحياء حلب الشرقية والغربية لتخفيف حالة الذعر التي انتشرت بين السكان جراء ذلك.