مزارعون متضررون من الحرائق الأخيرة بسوريا يشتكون من عدم استجابة الحكومة لخسائرهم

حمص – نورث برس

يتأمل جورج عواد، وهو مزارع احترقت أرضه الشهر الفائت، الرماد الذي أحال تسعة دونمات من الخضرة إلى سواد في أرضه الواقعة في عين حلاقيم بريف مصياف وسط سوريا.

وقال إن المزارعين وبعد استيعاب صدمة احتراق أراضيهم تلقوا صدمة جديدة بسبب تصريحات من مسؤولين حكوميين “مفادها أننا سنحتاج لعشرات السنين للعودة إلى أراضينا.”

ولا يزال مزارعون متضررون من الحرائق التي أتلفت أيضاً مساحات من الغابات الحراجية في أرياف حمص وحماة واللاذقية بانتظار بارقة أمل لتعويضهم أو مساهمة حكومية في استصلاح أراضيهم.

وأضاف المزارع “عواد”، لنورث برس: “من الصعب عليك أن ترى حصيلة سنوات عمرك كلها تضيع أمامك دون أن تتمكن من فعل أي شيء.”

وعن التصريحات الرسمية، قال: “حقيقةً، كنا نتوقع شيئاً آخر، على الأقل تعويض أو أي وسيلة أخرى تخفف ما خسرناه، لكن يبدو أنه لا جدوى.”

وقضت الحرائق التي اندلعت بين ريفي حمص وحماة في الأسبوع الأول من أيلول/سبتمبر الفائت على المحاصيل الزراعية المستديمة والموسمية والغابات الحراجية.

 وتركت النيران خلفها خسارات كبيرة للممتلكات العامة على الصعيد الحراجي، وللفلاحين والمزارعين على صعيد خسارتهم لمواسمهم وأشجارهم.

وقال مصدر في وزارة الزراعة في الحكومة السورية، طلب عدم نشر اسمه، إن الوزارة وضعت خطة إسعافيه لإعادة التشجير في المناطق الحراجية بالتعاون بين الحكومة والجهود المحلية.

وأضاف لنورث برس: “نحن نعمل بكدٍّ متواصل لتعويض الخسارة في الغطاء النباتي-الحراجي عبر زيادة زراعة الأشجار لتعويض الفاقد في الفترة القادمة.”

المصدر نفسه أشار إلى تشكيل لجان من الوزارة في المحافظات “لمعاينة الأضرار وتقييمها وتقديرها وبحث سبل التعامل مع الأمر.”

لكن مزارعين متضررين في أرياف حمص، التقتهم نورث برس، شددوا على أنه لم يتم مساعدتهم من قبل الوزارة حتى اللحظة في ترتيبات ما بعد الحرائق، رغم محاولتهم مراراً التواصل مع المعنيين، على حدِّ قولهم.

وكان وزير الزراعة السوري، محمد حسان قطنا، قد زار حمص في الـ/18/ من أيلول/سبتمبر الفائت.

 وتحدث “قطنا” خلال اجتماعاته حينها عن ضرورة إيجاد حلول فورية وأهمية إصلاح الأراضي المتضررة لتأمين عودة سريعة لفلاحيها للعمل، بحسب ما نشره الإعلام الرسمي.

لكن مزارعين متضررين شبّهوا تلك الوعود بما قاله وزير الزراعة السابق، أحمد القادري، بعد حرائق العام الفائت، حيث لم تجد تلك الوعود طريقها إلى التنفيذ الكامل، بحسب مزارعين.

وقال المزارع منصور ريحانة، الذي احترقت أشجار زيتونه في قرية لفتايا غرب حمص، إنه لا يزال بانتظار “فهم الاستجابة الحكومية لأضرار المزارعين.”

وأضاف لنورث برس، إنه يحاول التواصل مع الوزارة بشتى الطرق.

“لنسمع ما لديها ولنحاول تحصيل وعود حقيقية منها بالبدء بالإصلاح، أو على الأقل مساعدتنا مادياً لإصلاح ما يمكن من أراضينا.”

وكانت الحرائق التي نشبت في قرى ريف حمص الغربي قد امتدت لتصل أحياناً إلى المنازل والممتلكات الخاصة.

وقال زياد فندي، رئيس دائرة الحراج في مديرية زراعة حمص، إنه “تم تسجيل /385/ حريقاً فعلياً وممتداً.”

وتنقسم تلك الحرائق إلى حراجية تشمل /90/ حريقاً خلّفت خسائر في نحو /650/ دونماً، وزراعية شملت /300/ حريقاً سببت خسائر في حوالي ثمانية آلاف دونم.

وفي حماة، بلغت المساحة المحترقة في قرى عين الكروم والشيخ زيتون وعين حلاقيم والفريكة نحو خمسة آلاف دونم، بحسب رفيق عاقل، عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة في حماة.

وأضاف “عاقل”: “نحتاج لأربعين عاماً لإعادة المنطقة المحترقة إلى وضعها السابق، ستستغرق عمليات الاستصلاح سنوات طويلة.”

إعداد: آدم أفرام – تحرير: حكيم أحمد