دمشق: موجة غلاء جديدة في الأسعار والبعض يربطها بأزمة الوقود
دمشق – نورث برس
يشتكي سكانٌ في العاصمة دمشق، من ارتفاعٍ جديد في أسعار المواد والسلع الأساسية ومنها الخضار ذات الإنتاج المحلي، ما يُحدِث فجوةً في قدرتهم الشرائية.
ويربط معظم السكان الارتفاع الجديد للأسعار بأزمة الوقود التي أثرت على شتى مجالات الحياة في مناطق سيطرة الحكومة السورية منذ أكثر من شهر.
وقال ممدوح المولى (50 عاماً)، وهو من سكان دمشق، إن المشكلة الأساسية كانت في انقطاع المواد النفطية التي أدت إلى موجة ارتفاع الأسعار الجديدة في ظل تدني الدخل الشهري للموظفين والعمال.
ورأى أن هناك عوامل عدة مباشرة ساهمت في ارتفاع أسعار الخضار، أبرزها ارتفاع أجور نقل البضائع وأجور الأيدي العاملة.
وأضاف لنورث برس: “السيارة التي كانت تنقل الخضرة بألفي ليرة تتقاضى حالياً ستة آلاف ليرة وارتفع سعر كيلو أكياس النايلون من ألف ليرة إلى خمسة آلاف.”
ويبلغ الراتب الشهري لـ”المولى” ما يقارب /50/ ألف ليرة ولا يكفيه “سوى لثلاثة أيام في ظل ارتفاع الأسعار بهذا الشكل.”
ويحدث هذا في وقت ترزح فيه الشريحة الأكبر من السوريين تحت ظروفٍ معيشية بائسة نتيجة ارتفاع الأسعار وخسارة مصادر الدخل الأساسية في ظل الحرب التي تشهدها البلاد منذ تسعة أعوام.
وكانت مناطق سيطرة الحكومة السورية قد شهدت أزمة بنزين خانقة وازدحاماً شديداً على محطات الوقود الشهر الفائت، إضافةً لتوقف غالبية المحطات بعد نفاد الكميات الموجودة لديهم.
ورغم إعلان إنجاز الصيانة في مصفاة بانياس التي تنتج ثلثي حاجة مناطق سيطرة الحكومة السورية من المحروقات، إلا أن أزمة نقص البنزين تستمر وسط تداعيات على قطاعات عدة أبرزها النقل والتجارة.
وقال عبد الكريم شماع (70 عاماً)، وهو من سكان العاصمة، إن الحصول على بضعة كيلوغرامات من الخيار والبندورة بات يكلّف عشرة آلاف ليرة سورية.
لكنه استبعد أن يكون هناك رابط بين ارتفاع أسعار المواد وأزمة البنزين التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهر، فـ”الغلاء موجود قبل أزمة البنزين.”
وأشار “شماع” إلى أن الأسعار في المؤسسات الاستهلاكية الحكومية “ارتفعت أكثر من الأسواق أحياناً، في حين كان يتوجب عليها تأمين السلع بأسعارٍ مدعومة ومدروسة.”
وذكر أنهم كسكان اعترضوا على الوضع الحالي في أكثر من مناسبة، عبر وسائل الاعلام، “لكن ليس هناك من يسمع.”
من جانبها، لفتت هدى محلا (60 عاماً) إلى أن الخضار تُنتَج محلياً “ورغم ذلك شهدت الأسواق خلال الأيام الماضية ارتفاعاً باهظاً في الأسعار.”
وأضافت لنورث برس: “الحصول على الطعام بات أمراً مرهقاً بالنسبة لمن لا يمتلك المال الكافي في ظل الغلاء الفاحش والاستغلال الحاصل في الأسواق.”
وربطت “محلا” ارتفاع أسعار الخضار والمواد الأساسية الأخرى بأزمة البنزين والمازوت، “ارتفاع الأسعار مرتبط بشكلٍ أساسي بانقطاع الوقود.”
من جانبه، يرى حسان الرفاعي (29 عاماً)، وهو صاحب بسطة خضار ويعمل في مزرعة بريف محافظة القنيطرة، أن أزمة المشتقات النفطية ساهمت في ارتفاع الأسعار إلى هذا الحد.
وأشار، في حديث لنورث برس، إلى أن “الخضار والفواكه تحتاج في مثل هذه الأيام من كل عام إلى السقاية والعملية الإنتاجية مرتبطة بالوقود.”
وأضاف: “سعر ليتر المازوت بلغ /٧٠٠/ ليرة سورية ويضاف إليها أجور النقل والعمال بين المناطق والأسواق ورغم الارتفاع الحاصل في الأسعار إلا أن المزارع يبقى خاسراً.”