أمسية فنية تراثية لمُهَجَّري عفرين في مخيمات النزوح بريف حلب الشمالي

 ريف حلب الشمالي – نورث برس

أحيت حركة الثقافة والفن التابعة لهيئة الثقافة بإقليم عفرين، ليلة أمس السبت، أمسية فنية لعرض التراث والفلكلور الخاص بسكان عفرين المُهَجَّرين في مخيمات النزوح بريف حلب الشمالي.

ونزح سكان عفرين من مدينتهم قسراً، إبان الهجوم التركي عليها عام 2018، وقصفها بالطائرات لـ/58/ يوماً متتالياً، واضطروا للمكوث في مخيمات بريف حلب الشمالي.

وأقيمت الأمسية في مخيم بَرخودان بريف حلب الشمالي، وزيّنت ساحته باللوحات والمنسوجات المصنوعة بالأيدي من قبل النسوة العفرينيات، لنقل صورةٍ عن التراث المُعاش في تاريخ المنطقة.

وقال فرهاد علوش، الإداري في حركة الثقافة والفن، إن الهدف من إقامة فعاليات تراثية في مخيمات مُهَجَّري عفرين “هو الحفاظ عليها من الاندثار.”

إقرأ ايضا: اختتام عرض الأفلام لمهرجان ليلون السينمائي الدولي الأول

بالإضافة إلى تعريف الجيل الناشئ بعاداتهم وأعرافهم وتاريخ منطقة عفرين التي تعرف تاريخياً بالتسمية الكردية “جيايي كورمينج” أي جبل الكرد، بحسب قوله.

وقال “علوش” لنورث برس: “قمنا بالتحضير لهذه الحفلة منذ أسبوعين، اخترنا الأغاني التراثية التي كانت تُغنَّى في حفلات وأعراس سكان عفرين.”

وأضاف أنهم قاموا بتجسيد شخصية قَشمَر (المهرّج) الذي كان يحي الحفلات ويقدم فقرات راقصة مضحة ويلقي الدعابات للسكان، “فشخصيته باتت منسيّةً لذا أردنا إعادة إحيائها.”

وانهمكت النسوة العفرينيات بعجن الخبز ومدِّه على الصاج، بينما انشغلت أخريات بإعداد الأطعمة والحلوى القديمة، وطحن الحبوب بالطاحون اليدوي المعروف بالرحى، وأيضاً النسج وحياكة الصوف.

وقال صالح عبدو (71 عاماً)، من مُهَجَّري عفرين في مخيمات النزوح: “عدت بذاكرتي للماضي الجميل، كنت أحضر مثل هذه الحفلات في بيت مختار القرية ونقوم بالعزف والغناء حتى ساعات متأخرة من الليل.”

وقالت نوجيان علي (30 عاماً)، وهي إحدى مُهَجَّرات عفرين: “كانت والدتي تحدثني عن هذه الأجواء إلا أنني لم أراها حية أمامي كما اليوم، أحببت ما كان يقوم به أجدادنا وما كانوا يتحلّون به من روح مرحة وفن أصيل.”

وانتهت الأمسية الفنية التراثية على وقع أصوات آلتي الطبل والمزمار اللتين تشتهر منطقة عفرين بهما، وعقد حلقات الدبكة الشعبية.

إعداد: دجلة خليل – تحرير: عكيد مشمش