عسكريون ونشطاء من إدلب: لا سيناريوهات مستبعدة حول مصير جبل الزاوية

إدلب – نورث برس

لا يزال مصير مناطق جنوب أوتوستراد حلب-اللاذقية المعروف بـ(M4) موضوع جدل بين سكان وعسكريين ونشطاء في إدلب، شمال غربي سوريا، بينما يبقى الاتفاق الروسي-التركي حول المنطقة مبهماً.

وتضمُّ هذه المنطقة منطقة جبل الزاوية التي تحوي أكثر من /40/ بلدة، بما فيها مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي.

وتشهد المنطقة قصفاً متبادلاً بشكلٍ شبه يومي بين القوات الحكومية السورية وفصائل المعارضة التابعة لتركيا، وسط مخاوف كبيرة من انهيار الهدنة وعودة المعارك والقصف إلى المنطقة.

وقال العقيد مصطفى بكور، الناطق الرسمي باسم جيش العزة التابع لفصائل المعارضة، إن مصير منطقة جبل الزاوية خاضع للاتفاقيات الروسية-التركية، وإن أي تحرك “لروسيا والنظام على الأرض لا يمكن أن يتم إلا بموجب هذه الاتفاقيات.”

وذكر “بكور”، في حديث لنورث برس، أنه لا يمتلك أي معلومات مؤكدة عن هذه الاتفاقيات التي لم تُعلّن بنودها.

وأضاف: “لسنا ممن حضر اجتماعات أستانا وسوتشي، والسؤال عن مصير المنطقة يوجَّه لمن حضر هذه المؤتمرات”، وذلك في إشارة إلى الجيش الوطني الذي يضمُّ معظم فصائل المعارضة.

وقال مصدر مقرَّب من الجيش الوطني السوري التابع لتركيا، لنورث برس، إن أطراف منطقة جبل الزاوية شهدت مؤخراً حشودات وتحركات للقوات الحكومية، وإن عدداً من الأرتال التركية دخلت في المقابل إلى إدلب.

واستبعد المصدر تكرار سيناريو الطريق الدولي (M5)، وهو حصار أكثر من /12/ نقطة عسكرية للقوات التركية بأرياف حماة وإدلب وحلب.

ورأى أن تركيا لديها جديّة بهذا الموضوع وسط “وجود نقطة تركية في كل قرية من قرى جبل الزاوية تقريباً”، لكنه عاد وأشار إلى أن لا شيء غير قابل للتفاوض.

 وتستشهد قيادات فصائل الجيش الوطني بدخول الأرتال التركية وتثبيت نقاط جديدة، كي تقول إنها لا تتوقع تخلّي تركيا وفصائل المعارضة عن منطقة جبل الزاوية.

من جانبه، استبعد مأمون المصري، وهو ناشط إعلامي، سيطرة القوات الحكومية على منطقة جبل الزاوية وما تبقى من ريف حماة و اللاذقية عسكرياً.

وأضاف أن الاحتمال الوارد هو أن الجميع بانتظار صفقة ما، “ربما يصح تسميتها صفقة تبادل بين تركيا وروسيا، يتم فيها منح جنوب (M4) لقوات النظام وروسيا مقابل مناطق أخرى غالباً تكون بريف حلب الشمالي.”

وكانت تركيا قد اقترحت على روسيا تسليمها مدينتي تل رفعت ومنبج بريف حلب، إلا الجانب الروسي رفض الاقتراح ولم يوافق عليه، بحسب ما نشرته وكالة سبوتنيك الروسية الشهر الفائت.

لكن الصحفي أبو عبدالله الحموي، قال إن “تواجد النقاط التركية في جبل الزاوية لا يعتبر أمراً معيقاً لتقدّم قوات النظام.”

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد أعلن صراحةً في مؤتمر صحفي سابق، أن المنطقة الواقعة جنوب الطريق الدولي (M4) ستكون تحت السلطة الروسية بمسافة ستة كيلومترات، تقابلها ستة كيلومترات شمال (M4) للسيطرة التركية وفصائل المعارضة.

كما نص الاتفاق بين الجانبين في آذار/مارس الماضي على تسيير دوريات مشتركة وفتح الطريق أمام الحركة التجارية.

وأضاف “الحموي” لنورث برس: “حتماً في حال تطبيق هذا الاتفاق ستصبح المنطقة الواقعة جنوب (M4) حتى جبل الزاوية، بما فيها مدينة أريحا تحت السيطرة الروسية.”

 ولفتَ إلى أن جميع هذه الملفات مرتبطة ببعضها البعض وبملفات خارجية مثل ملفي أذربيجان وليبيا.

ولا يستبعد “الحموي” أي سيناريوهات محتملة في جبل الزاوية، لأن القوات الحكومية السورية دخلت سابقاً مورك و شير مغار و الصرمان وعدة نقاط أخرى رغم تواجد القوات التركية، “بل إن قوات النظام قامت بتطويق النقاط التركية.”

وأضاف: “حتى لو كان وجود القوات التركية كثيفاً في جبل الزاوية، فإن الوجود التركي في أرياف حماة وإدلب وحلب آنذاك لم يمنع تقدم قوات النظام.”

إعداد: براء الشامي – تحرير: حكيم أحمد