التنقل بين ريفي حلب وإدلب.. إتاوات وسوء معاملة على حواجز لفصائل مختلفة
ريف حلب الشمالي- نورث برس
لأكثر من أربع ساعات، طالت رحلة عيسى الخضر (45 عاماً)، وهو من نازحي ريف حمص ويقيم في أعزاز، على الطريق بين دولتي “شمالي حلب” و “شمالي ادلب”، حسب تعبيره.
وسافر “الخضر” من مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي إلى بلدة سرمدا شمال إدلب، لقضاء بعض الأعمال وزيارة أقارب له.
ويشتكي سكان ونازحون من صعوبة التنقل بين أرياف حلب وإدلب، فرغم أنها تتبع جميعها لسيطرة المعارضة السورية، إلا أن الحواجز التابعة لفصائل مختلفة يجعل المسافر في تلك المناطق فريسة للإرهاق والانتظار.
ويرى مسافرون أن انتشار الحواجز بكثافة على الطرقات وضمن المدن ما هو إلا لإرهاق الناس وتضييع وقتهم باتهامات وانتهاكات “لا تستند لأي واقع”، إنما لتحصيل إتاوات وإزعاج القادمين من سيطرة الفصيل الآخر.
وقال “الخضر” لنورث برس إنه أمضى أكثر من أربع ساعات لقطع مسافة لا تتجاوز /75/ كم، “بسبب حواجز كثيرة لا تعد ولا تحصى، مهمتها مضايقة الركاب والتفتيش بطريقة غير حضارية.”
وأضاف: “عانينا للوصول لسرمدا في هذا الحر، دخلنا كراجي النقل في عفرين وجنديرس لتسجيل أسماء الركاب من جديد، واضطر السائق لدفع عشر ليرات في كل كراج، ليقسم المبلغ فيما بعد على الركاب.”
ويقول ركاب انتقلوا في تلك المناطق أن لكل حاجز سياسته الخاصة في استفزاز الأهالي، “بينما لا ينتبهون هل دخلت سيارة أو دراجة نارية مفخخة أم لا.”
وقال باسل الإبراهيم (32 عاماً)، وهو من سكان مدينة معرة مصرين شمال إدلب، إنه انتظر طويلاً في منطقة أطمة بالقرب من معبر دير بلوط التابع لهيئة تحرير الشام والفاصل بينها ومناطق سيطرة الجيش الوطني.
لكن زوجته بدأت بالبكاء حين وصلت المنزل قادمة من جرابلس حيث زارت أهلها، لأن عناصر هيئة تحرير الشام أخذوا منها بعض أغراض المؤونة التي جلبتها لصنع “المكدوس”.
وأضاف “الإبراهيم” أن الذريعة كانت أنه “يُمنع دخول أي شيء من مناطق سيطرة الجيش الوطني إلى مناطق سيطرة الهيئة.”
وقال إن الحادثة ذكرته بحواجز القوات الحكومية في بداية الاحتجاجات في سوريا.
“عندما كنت أجلب بعض المواد من إدلب إلى معرة مصرين، كان العناصر يمنعون أي ربطة خبز تخرج من إدلب نحو المعرة، كانوا يأخذون أي شيء ويرميانه للكلاب أو يأكلانه في حال كان طعاماً.”
ويرى “الإبراهيم” أن عناصر الفصائل بلغوا حداً من “الغطرسة والتكبر على السكان، ولن ينزع منهم ملكهم هذا وغطرستهم إلا انتفاضة جديدة “، على حد تعبيره.
وقال سائق “ميكرو” بين أعزاز و إدلب، رفض نشر اسمه خشية الاعتقال، إنه يشاهد يومياً “معاملة سيئة، وأخلاقاً لا ترتقي.”
وأضاف: “مسلح لا يتجاوز عمره /20/ عاماً يقف على الحاجز، يستحقر فلان وينزل فلان من الميكرو لغايات مادية أو شخصية، ناهيك عن مدة التفتيش على كل حاجز وسط ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا.”
يصف السائق عناصر الحواجز بـ”عقول متسخة بقذارة السلطة والتملك.. ولكن لا خلاص.”
ويروي عدة أحداث جرت أمامه على حواجز الجيش الوطني أو حاجز دير بلوط التابع لتحرير الشام مثل “سحب أحد الركاب أمام زوجته أو أخته بغية التحقيق معه.”
يقول السائق إن ذلك يجري “لأسباب تافهة كما كان نظام الأسد يفعل، بمجرد قيد الشخص ومكان سكنه، دون أدلة تدينه أو وجود جرم ارتكبه.”