إدلب ـ نورث برس
قال مصطفى سيجري، وهو قيادي في المعارضة المسلحة، أمس الجمعة، إن روسيا تنوي شن عمل عسكري قريب على منطقة إدلب شمال غربي سوريا “للضغط على تركيا.”
وقال سيجري في منشور على حسابه في فيسبوك، إن ”رفع الجاهزية العسكرية في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، يأتي استعداداً لصد أي عدوان روسي محتمل على المنطقة.”
وتزامنت تصريحات “سيجري”، مع تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال أردوغان: إن “خطط تهديدنا في سوريا لن تنجح، فجميع الأماكن التي تشكل تهديداً لبلادنا هي مناطق عمليات بالنسبة لنا.”
وأشار إلى أن بلاده “ستعمل ما بوسعها من أجل التوصل إلى حل دائم للأوضاع في سوريا، يحفظ سلامة ووحدة الأراضي السورية وأمن حدودها.”
وتعليقاً على التصريحات، قال مصدر مقرب من فصائل الجيش الوطني في الشمال ويدعى “أبو عبادة الإدلبي” لنورث برس، إن “أوامر رفع الجاهزية في هذه الفترة تشمل فصائل إدلب فقط.”
ورجح “الإدلبي” في الوضع الراهن أن “روسيا ستطلق معركة من جبال الساحل وتلال كبينة بريف اللاذقية.”
ومؤخراً، زادت روسيا من حدة تصريحاتها مؤكدة أن على تركيا الالتزام بتنفيذ ما يخص فصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفين، إضافة لتأمين طريق “حلب ـ اللاذقية” الدولي أو ما يعرف بطريق الـ(M4)، وفق اتفاق الخامس من آذار/ مارس الماضي.
وباتت الخشية اليوم متزايدة، وفق مراقبين، من ضغط عسكري روسي على تركيا من بوابة إدلب، في ظل دعمها العسكري لأذربيجان ضد أرمينيا المدعومة من روسيا.
وقال مصدر ميداني مقرب من هيئة تحرير الشام، إن “رفع الجاهزية يتم في كل فترة، وذلك تحسباً لأي عدوان.”
وأضاف: “وبنفس الوقت، حتى يحسب العدو حسابه إذا ما فكر بأي عمل عسكري للضغط على تركيا في إدلب مقابل ملفات أخرى كليبيا أو أذربيجان.”
ويرى مصطفى آغا أوغلو، وهو محلل سياسي تركي، أنه “من المبكر التكهن بالنوايا الروسية، وروسيا لن تصطدم مع تركيا خاصة أن الملف السوري تفصيل صغير بالنسبة للملف الروسي.”
وقال “آغا أوغلو” إن “روسيا تحاول جاهدة من أجل استعادة البندقية بيد الدولة السورية، وهي تعمل ضمن هذه الاستراتيجية منذ زمن بعيد.”
وأشار إلى أن “الميليشيات المتنوعة ومنها الإيرانية، تحاول بشتى الوسائل الوصول والسيطرة على تلك الأماكن وتعمل بنفس نظرية روسيا، من أجل تجاوز مرحلة العقوبات والبدء بمرحلة إعادة الإعمار وفرض نفسها.”
وستؤدي تلك التطورات في حال حصلت، لإلغاء صفقة (S-400) والتعاون العسكري بين روسيا وتركيا، بحسب المحلل السياسي.
ولكنه استبعد ذلك، نظراً للمكاسب التي ستحققها روسيا من بقاء تعاونها العسكري مع تركيا، حيث يعتبر الأهم مقارنة بعملية الفصل أو الدخول بمعركة وخسارة هذا الملف.”
وقال “آغا أوغلو” إن “السيناريوهات المحتملة عديدة ولكن الأقرب منها ومن المتوقع إن حصل أي تطور عسكري فسيكون هناك اشتباكات ولن تكون روسيا موجودة بشكل مباشر.”