“الكابنودس”.. حشرة جذرية تغزو الأشجار في محافظة السويداء بعد اختفائها لعقود
السويداء – نورث برس
يتخوّف مزارعو أشجار وأصحاب بساتين في السويداء، جنوبي سوريا، من ازدياد انتشار حشرة “الكابنودس” التي تسببت منذ ظهورها في نيسان/أبريل الماضي بتيبّس عدد من اللوزيات والأشجار الأخرى.
وتأتي هذه المخاوف وسط عجز الجهات الحكومية عن إيجاد مكافحة دوائية للحشرة التي لا يزال المزارعون يواجهونها بطرق تقليدية شاقة وغير مجدية.
وقال وهيب النشار (60 عاماً)، وهو مزارع من السويداء يمتلك خبرة عقود في متابعة الأمراض التي تصيب الأشجار في المنطقة، إنه لاحظ ذبولاً وتيبّساً في فروع وأغصان أشجار اللوزيات منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي.
وأضاف لنورث برس أن تفحّص التربة تحت الأشجار المتيبّسة كشف عن حشرة تنتقل من الجذر لتتغذى على اللحاء الداخلي للساق.
وبحسب مزارعين، فإن الحشرة التي تشبه الخنفساء رأسها مدبب وعليها نقاط سوداء، تخنق العنق الجذري للأشجار وتمنع مرور العصارة إلى باقي أجزاء الشجرة من أغصان وأوراق.
ويلجأ بعض المزارعين لمكافحة الحشرة بطرق بدائية صعبة من خلال تجميع الحشرات الملتصقة بجذور الأشجار بعد أن يتم الحفر تحت الشجرة المصابة بعمق نصف متر.
بينما يتم سحب ما دخل من الحشرات إلى اللحاء الداخلي للجذر عبر آلة مسننة وقتلها بآلة حادة أو صعقه بالكهرباء، ولكن هذه الطريقة “صعبة وغير مجدية”، على حدِّ قول “النشار.”
ورأى المزارع، الذي يمتلك حقلاً يحتوي على أشجار متنوعة من اللوزيات والمشمش والزيتون والجوز، أن هناك تقصيراً من قبل مركز البحوث الزراعية في السويداء من ناحية عدم إجراء بحوث علمية ومخبرية ترصد مراحل تطور هذه الحشرة وطرق مكافحتها.
“مديرية الزراعة ومراكزها البحثية تغفل عن هذه الحشرة والتي تسببت بخسائر كبيرة للمزارعين.”
ويعتمد عدد من مزارعي السويداء على الأشجار كمصدر دخل وحيد، ويشتكون من أن عدم المكافحة الدوائية لتلك الحشرة بالطرق العلمية يُنذِر بتكبّدهم خسائر كبيرة خلال الفترة القادمة.
وقال الدكتور المهندس وسيم محسن (55 عاماً)، وهو مدير مركز البحوث الزراعية في محافظة السويداء، إن حشرة الكابنودس تسببت بأضرار في بساتين منطقة ظهر الجبل (20 كم شرق مدينة السويداء).
وأضاف لنورث برس أن “فرقة زراعية بحثية من مهندسين زراعيين رصدوا في إحدى بساتين منطقة ظهر الجبل والمتضررة من تلك الحشرة عشرات الأشجار المتيبّسة من اللوز والخوخ والجانرك.”
وذكر أن دراسة الحشرة في المركز أوضحت أنها من سلالات حشرية قديمة كانت قد تعرضت لها بساتين المحافظة في حقبة الثمانينات من القرن الماضي.
وتمت مكافحتها آنذاك بالطرق التقليدية، وذلك بتجميعها من الحقول ومن ثم حرقها أو رشها ببعض المواد السامة، ومن ثم اختفت لكنها تظهر الآن بطور وشكل جديد، بحسب “محسن.”
وقال مدير مركز البحوث الزراعية في محافظة السويداء إن هذه الآفة الحشرية تمت معالجتها في فرنسا “عن طريق تهجين نوع جديد لأشجار اللوزيات يتميز بمجموعة جذرية قاسية لا تسمح للحشرة بأن تتغذى على الجذور.”
وأشار إلى أنه تمت مناقشة وزارة الزراعة في دمشق والهيئة العامة لمركز البحوث الزراعية في دمشق بإمكانية استقدام تلك الأشجار المقاومة من فرنسا.
لكنه استدرك بالقول إنه من الصعب حالياً جلب اللوزيات المهجنة لمقاومة الكابنودس من فرنسا، “لأننا نمر بحصار اقتصادي نتيجة فرض عقوبات قيصر.”
وبحسب مركز البحوث الزراعية في السويداء، قد تستغرق الاختبارات لإيجاد دواء حشري يكافح الكابنودس “عاماً كاملاً.”