استمرار انهيار الليرة السورية يتسبب بتراجع تربية الدواجن بريف كوباني
كوباني – نورث برس
أوقف معظم مربو الدواجن بريف كوباني أعمالهم مع ارتفاع سعر صرف الدولار وتعرضهم لخسائر كبيرة فيما قلص من تبقى منهم عمله إلى أقل من النصف.
وقال مصطفى علي عبدي، وهو صاحب مدجنة في قرية منازة بريف كوباني الغربي أن ازدياد تكلفة عمل المداجن مؤخراً كبد أصحاب المداجن خسائر مادية.
وأضاف “عبدي” أن اعتمادهم سابقاً على شراء الصيصان من المفقسة التابعة للإدارة الذاتية كان يخفف تكاليفهم، ولكن عمل تلك المفقسة يتوقف بين فترة وأخرى.
وأشار “عبدي” إلى أنهم يشترون أغلب مستلزماتهم بالدولار ويبيعون منتجاتهم بالليرة السورية، لذا يتعرضون لخسائر بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار خلال فترة تربيتهم للصيصان وبيعها كفروج.
ويبلغ متوسط سعر الصوص /35/ سنتاً أمريكياً، والذي يتغير وفقا للبورصة، بينما يصل سعر كيلو العلف إلى نحو /900/ ليرة سورية، وفق مربي دواجن.
ويعاني أصحاب المداجن من ارتفاع أجور العمال وارتفاع سعر طن الفحم إلى /125/ ألف ليرة، الذي يحتاجونه مع مادة “نشارة الخشب” خلال فصل الشتاء.
قال “عبدي” إن تذبذب سعر صرف الدولار وارتفاعه يدفعهم إلى تربية الصيصان في المدجنة مرة كل أربع أشهر بدلاً أن يكون عملهم مستمر طيلة العام.
وأضاف أنهم يستطيعون تربية الصيصان في المدجنة خمس مرات في العام، ولكن الخسائر دفعت أغلبهم إلى الاقتصار على مرتين.
وتصل أعداد المداجن بريف كوباني /102/ مدجنة لا يعمل منها سوى عشرة بالمئة. حسب مربين.
وقال حسين العزو (45 عام) وهو أحد العاملين في مدجنة بريف كوباني أن المشاكل والصعوبات التي يواجهونها في عملهم هو ارتفاع سعر صرف الدولار.
وأضاف أن وباء كورونا وما تسبب به من إغلاق الطرق التجارية والمعابر كان له تأثير على توقف أعمالهم.
وأشار “العزو” إلى أنه من المفترض أن تنتج المدجنة /6/ أفواج من الفروج سنوياً، لكن بسبب ارتفاع التكلفة ينتجون فوجين أو ثلاثة أفواج في العام.
وأوضح أن “الصيصان” التي تأتي من تركيا مسعرة بالدولار، وهناك تكلفة للمواصلات، عدا أن نقلها من سيارة إلى أخرى يتسبب بفوق أعداد كبيرة منها.
وقال “العزو” إن المفاقس التابعة لشركة تطوير المجتمع الزراعي في “إقليم الفرات” لا تقوم حالياً بتأمين احتياجات المداجن من الصيصان.
وأضاف أن سبب توقف العديد من المداجن في ريف كوباني يعود إلى صعوبة تمويلها.
وأشار “العزو” إلى أن الخسائر التي مني بها أصحاب المداجن دفعت بعضهم إلى تحويل مداجنهم معامل للبلاط أو البورسلان.
ويؤكد العزو أن صرف وبيع الفروج هو من المصاعب التي تواجههم، ذلك أن الكميات المنتجة أحياناً تفوق حاجة الأسواق المحلية، لذا يضطرون لبيعها بمدينتي الطبقة ومنبج.
وقالت المهندسة ندى علي من شركة تطوير المجتمع الزراعي إن مفقسة الشركة توقفت عن العمل لستة أشهر بسبب عدم توفر البيض الخاص بالمفاقس.
وأضافت “علي” المشرفة على قسم الثروة الحيوانية في الشركة لنورث برس أن توقف المفقسة عن العمل أدى إلى حدوث خلل في عمل المداجن بريف كوباني.
وأشارت “علي” إلى أن نحو /84/ ألف بيضة ملقحة خاصة بالمفقسة وصلتهم قبل مدة وبدأت المفقسة بإنتاج الصيصان منذ 26 أيلول/ سبتمبر.
وتؤكد أن ارتفاع سعر صرف الدولار إضافة لوباء كورونا أثر سلباً على عملهم الذي أثر بالتالي على عمل المداجن في المنطقة.
وقالت “علي” إنه في حال توفر البيض الملحق فإنهم يستطيعون تلبية احتياجات المداجن في كوباني وغيرها من مدن شمال وشرق سوريا من الصيصان.
وتنتج المفقسة شهرياً نحو /50/ ألف من “الصيصان” في حال توفر البيض الملحق بشكل دائم.
وأضافت “علي” أن الشركة عملت خلال الأعوام الماضية على مشروع تربية الدجاج المعروف بـ “الأميات” من أجل إنتاج البيض الملقح الخاص بالمفاقس.
وأشارت إلى أن هذه “الأميات” تتوقف عن الإنتاج بعد نحو عام عادة.
وقال “علي” إن “الأميات” تستورد من الخارج ويتم تربيتها لمدة ستة أشهر، لتبدأ بإنتاج البيض الملقح ويستمر إنتاجها لنحو عام كامل.
وأضافت “علي” أن مشروع “الأميات” كان ينتج نحو /4500/ بيضة كل أربعة أيام تغطي حاجة المفقسة ويتم بيع الفائض إلى مفاقس في مدينة قامشلي.
وتؤكد “علي” أن الشركة تعمل على إعادة تفعيل مشروع “الأميات” حيث من المتوقع أن يصل /10700/ صوص من نوع “الأميات” خلال الأيام القادمة.
وقالت إن إنتاج البيض الملقح سيبدأ بعد ستة أشهر.
وتوقعت “علي” أن يخفف مشروع “الأميات” من تكاليف المواصلات على أصحاب المداجن، إضافة إلى تسهيل عملية نقل وشحن الصيصان إلى المداجن.