سياسي ليبي: تركيا في أضعف حالاتها بليبيا

القاهرة – محمد أبوزيد – نورث برس

قال إبراهيم بلقاسم، وهو محلل سياسي ليبي، الخميس، إن “تركيا الآن في أضعف حالاتها في ليبيا.”

وأرجع بلقاسم، السبب في ذلك، لسلسلة التطورات الأخيرة وخسارة حلفائها في الداخل الليبي.

وأشار إلى أن تركيا تسعى لضمان تمثيل ومشاركة حكومة الوفاق ضمن القوات المسلحة الليبية.

وقال السياسي الليبي، في تصريحات خاصة لنورث برس عبر الهاتف من القاهرة، إن “حكومة الوفاق حليف تركيا، تُلملم أوراقها لمغادرة مكاتبها، حتى أن الوفاق كانت تحت ضغط شعبي كبير بسبب ارتباطها بتركيا.”

وأشار إلى “التظاهرات التي خرجت في طرابلس ضدها، والتي وضعت تركيا في موقف ضعيف للغاية.”

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أعرب عن أسفه لاستقالة السراج وعملية تسليم السلطة في ليبيا.

وأرجع “بلقاسم” السبب في تأسف أردوغان، “لأنه لم يعد له حليف فعلي في الداخل الليبي إلا من بقي بهذه المنظومة، وذلك بالإضافة إلى تغير الاستراتيجية التركية في الداخل الليبي في إطار المصالح الضيقة.”

وقال المحلل السياسي، إن تمسك تركيا بالخيار العسكري “لم يحافظ على مصالحها على المدى البعيد، ولهذا بدأت في سحب المقاتلين الأجانب فعلياً من المنطقة الغربية.”

وبدأت عملية السحب فعلياً منذ ثلاثة أسابيع، والمراصد المستقلة وكذا مراصد الجيش ومراصد الوفاق رصدت خروج المقاتلين”، بحسب “بلقاسم”.

وأفاد بأن “تركيا بدأت تنسحب فعلياً على المستويات السياسية والأمنية والعسكرية، ولم يعد لها إلا مصالحها الاستثمارية المرتبطة بإعادة الإعمار، والشركات المرتبطة مع الحكومة بعقود طويلة الأمد.”

لكنّه في السياق ذاته، وعلى رغم التراجع التركي اللافت، أشار إلى أن “تركيا تصر على استمرار حكومة الوفاق في المشاركة في الجيش، في الوقت الذي يطالب فيه الشعب الليبي بتوحيد الجيش كمطلب شعبي.”

وفي سياق متصل،  تحدث بلقاسم عن المسارات السياسية المستمرة في ليبيا.

وأشار إلى محطة مهمة في المسار السياسي مرتبطة بجولة المفاوضات في المغرب، الذي يتم خلالها الاتفاق على المناصب السيادية.

وقال إن هناك ثلاثة مسارات رئيسية ضمن المسار السياسي، هي (مسار المناصب السيادية، والتعديل الدستوري، وتشكيل الحكومي).

وقال أيضاً، إن من يشارك في اتفاق المغرب “فهو آمن ومن لم يوقع سيكون خارج المشهد.”

وأعطت الولايات المتحدة مدة /90/ يوماً لجميع الأطراف، لتنخرط في العملية السياسية أو تخرج من المشهد ويتم تطبيق عقوبات.

وتحدث “بلقاسم” عن استضافة القاهرة لاجتماع اللجنة العسكرية قبيل أيام، والذي تم خلاله الاتفاق على اللجنة العسكرية الأمنية التي سوف تحمي الحكومة الجديدة والتي سيكون مقرها بشكل مؤقت في سرت.

وشدد السياسي الليبي، على أن “الوضع في ليبيا أصبح أكثر استقراراً الآن (..) تشكيل الحكومة سيكون نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، أو تشرين الثاني/ نوفمبر.”

وقال إنه وبمجرد تشكيله “سوف يتم البدء بالملفات ذات الأولوية، بداية من الملف الأمني وتوحيد المؤسسة الأمنية، والملفات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.”

إعداد: محمد أبو زيد ـ تحرير: معاذ الحمد