أرتال عسكرية تركية تدخل إدلب.. ومصادر توضح مخاوف تركيا

إسطنبول ـ نورث برس

دخل خلال اليومين الماضيين نحو /12/ رتلاً عسكرياً للجيش التركي إلى منطقة خفض التصعيد الرابعة شمالي إدلب.

وكان آخر تلك الأرتال، رتل دخل فجر اليوم الخميس، ليصل عدد الأرتال التي دخلت خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، فقط نحو /24/ رتلاً عسكرياً ضخماً.

وذكرت مصادر ميدانية خاصة من إدلب لنورث برس، أن الأرتال العسكرية جميعها تدخل من معبر كفر لوسين العسكري الحدودي، وتضم آليات عسكرية متنوعة وشاحنات ذخيرة ومواد لوجستية.

وقالت المصادر إن ذلك يأتي في إطار التعزيزات التي ترسلها تركيا بشكل مستمر لدعم نقاطها و قواعدها العسكرية في منطقة إدلب.

ورأى مراقبون أن التحرك التركي في إدلب وإرسال تلك الأرتال العسكرية بشكل ملفت للانتباه ليس فقط لدعم القوات وتعزيزها في إدلب.

وأرجعوا السبب أيضاً إلى تخوف تركيا من رد فعل روسي نتيجة تدخلها العسكري في أذربيجان ضد أرمينيا المدعومة من روسيا، تحديداً كما حصل في ليبيا.

وقال أيهم الإدلبي، (اسم مستعار لأسباب أمنية)، مقرب من هيئة تحرير الشام، إن “الهدف هو تعزيز القواعد التركية وخاصة جبل الزاوية تحسباً لأي خرق للهدنة وتأمين الطريق الدولي (M4).”

لكن أبو عبادة الإدلبي، وهو على صلة بفصائل الجيش الوطني، يرى أن للجيش التركي والنقاط دوران.

وقال “الإدلبي” في حديث لنورث برس، إن الدور الأول هو “إنشاء حزام ناري يحمي الحدود المتفق عليها بحيث لا تسمح للنظام من التقدم نحو مناطق غير متفاهم عليها.”

وأما الدور الثاني، بحسب المصدر، فيتمثل بإجراء مسح شامل للأرض التي تم التفاهم عليها مع الروس.

وعليه، يَدخلُ الجيش التركي بمعدات رصد ويجري مسحاً ويفكك جميع المعدات التابعة له أو لغيره من الدول، بحسب المصدر.

وأشار إلى أن هذا يكون “قبل وصول النظام وسيطرته على الأرض المستهدفة، أي جميع المناطق التي دخلت وتدخل ضمن تفاهمات سوتشي، وأهما خان شيخون والمعرة وسراقب وريف حلب.”

وفي الخامس من آذار/ مارس الماضي، توصل الطرفان الروسي والتركي إلى اتفاق ينص على وقف إطلاق النار في منطقة إدلب، إضافة لتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي “حلب ـ اللاذقية”.

لكن مصطفى آغا أوغلو، وهو محلل سياسي تركي، قال: إنه “تركيا تتخوف من أي عمل عسكري قد تقدم عليه الميليشيات العاملة تحت كنف الحرس الثوري الإيراني.”

وأضاف في حديث لنورث برس: “لذلك يتم تدعيم تلك القوات العسكرية التركية في إدلب تحسباً لأي طارئ.”

وتندرج تلك العملية بحسب “آغا أوغلو” تحت بند أنها رسالة عسكرية لغاية سياسية، وبذات السياق هي رسالة تطمينية لفصائل المعارضة.

ومفاد الرسالة، أن القوات التركية “لن تسمح بإحراز أي تقدم عسكري للميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري”، في إدلب.

وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، قبل أيام الوضع في منطقة إدلب السورية.

وفي آذار/ مارس الماضي، أرسلت القوات الإيرانية والمدعومة منها، مزيداً من التعزيزات إلى خطوط المواجهة، في شمال غربي سوريا.

وحول تزامن التحرك التركي في إدلب مع تدخلها في أذربيجان ضد أرمينيا المدعومة من روسيا، قال إن “تركيا تزاحم الدول العظمى وتبحث عن فرض قوتها العسكرية بالتوازي مع القدرة السياسية.”

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال مؤخراً، إن ملف إدلب من “أبرز أولويات روسيا، وأن على تركيا تأمين الطريق الدولي (M4)، والعمل على فصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفين.”

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد