في ظل الفلتان الأمني والقصف المستمر.. احتجاجات مناهضة لتركيا والفصائل في سري كانيه
تل تمر – نورث برس
أسفر استمرار فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا بانتهاكات في منطقة سري كانيه (رأس العين) شمال مدينة حسكة، بحق السكان المحليين، لخروج تظاهرات مناهضة.
وتكررت الاعتقالات التعسفية وسط تواصل فلتان أمني وانفجارات تشهدها المنطقة في الآونة الأخيرة.
كما شهدت خطوط التماس في ريف بلدتي تل تمر وأبو راسين شمال وغرب حسكة، قصفاً للقوات التركية على المناطق الآهلة بالسكان.
ويتواصل قصف القوات التركية والفصائل التابعة لها رغم توقيعها لاتفاقيتي وقف إطلاق النار مع الجانبين الأمريكي والروسي منذ بدء هجماتها على شمالي سوريا العام الماضي.
فلتان أمني
وذكرت مصادر محلية من سري كانيه لم ترغب بالكشف عن نفسها، أن مسلحين يتبعون لفصيل “المعتز” والذي ينحدر عناصره من مناطق القلمون، أطلقوا النار في الـ/19/ من أيلول/ سبتمبر الفائت، على سكان قرية علوك غرب سري كانيه، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين بجروح متفاوتة.
وأضافت المصادر لنورث برس، أن إطلاق النار جرى بسبب احتجاج السكان على حادثة سرقة لدراجة نارية من قبل العناصر المسلحة.
كما وقع انفجاران في الـ /24/ من أيلول، في بلدة تل حلف غربي مدينة سري كانيه، الأول وقع بواسطة دراجة نارية والثاني بواسطة سيارة مفخخة، نجم عنهما مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة /12/ آخرين.
وبتاريخ الـ /29/ من أيلول، اعتدى فصيل (ملك شاه) وهو يتبع للمعارضة المسلحة ينشط في منطقة سري كانيه، على منازل المدنيين في قرية كاطوف جنوبي المدينة، في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، واختطفوا ثمانية أشخاص من القرية.
وقال مصدر خاص من القرية (فضل عدم الكشف عن هويته) لنورث برس، إن عناصر الفصيل انتهكوا حرمة منازل القرويين، وأنهم “شلحوا الذهب من صدور النساء”.
واحتجاجاً على هذه الانتهاكات، خرج سكان قرى “كاطوف الشمالي، كاطوف الجنوبي، بئر نوح وتل ذياب” وأغلبهم نساء في اليوم التالي، في تظاهرة للمطالبة بإطلاق سراح أزواجهم الذين تم اعتقالهم بشكل تعسفي.
ولم ترد أي أنباء عن مصير المختطفين.
قصف متواصل
من جانب آخر استمر قصف القوات التركية والمعارضة المسلحة التابعة لها على ريف بلدتي تل تمر وأبو راسين طيلة فترات في شهر أيلول/ سبتمبر.
وقام الجيش التركي والفصائل المتمركزين في قرية الريحانية شمال بلدة تل تمر، في الـ /12/ من أيلول، بقصف عدة قرى على خطوط التماس ما تسبب في اندلاع نيران في المحاصيل الزراعية.
وبتاريخ الـ /21/ من أيلول، طال قصف للقوات التركية بقذائف المدفعية والهاون من قاعدته في قرية الداودية شمال تل تمر، عدة قرى وهي “أم عشبة، محرملة ودادا عبدال” بريف بلدة أبو رأسين.
بالإضافة لإطلاق قنابل مضيئة، ما نتج عن خسائر مادية في ممتلكات المدنيين.
وأعقب ذلك بيومين، استهداف للقوات التركية والفصائل المعارضة بالقذائف، عدة مزارع بريف بلدة أبو راسين، خلفت خسائر مادية في المكان.
كما استهدفت الفصائل في اليوم ذاته، صوامع الحبوب في قرية أم الكيف /4/ كم شمال تل تمر، بالأسلحة الثقيلة، لم تسفر عن خسائر، وفق ما أفادت مصادر عسكرية نورث برس.
اقتتال داخلي
وفي خضم استهداف القرى الآهلة بالسكان، تتواصل الخلافات على المسروقات والاشتباكات بين صفوف الفصائل المسلحة.
وذكرت مصادر محلية خاصة، بأن مواجهة عنيفة اندلعت بين فصيلي “السلطان مراد” و “أحرار الشرقية” بقريتي ليلان والأربعين غرب بلدة تل تمر، في الـ /22/ من أيلول/ سبتمبر الفائت.
وبحسب المصدر فإن المواجهات اندلعت على مناطق سيطرة النفوذ وبسبب بعض المسروقات، وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى، دون تأكيد أعدادهم.
وفي اتصال هاتفي، قال إبراهيم فارس (اسم مستعار) من قرية الأهراس المجاورة لقرية الأربعين غرب تل تمر لنورث برس، إن “القتل بات أمر بديهي بعد دخول المرتزقة لمناطقنا، دائماً يتشاجرون على المسروقات والناس تموت جوعاً هنا.”
وأضاف “فارس” أن الحالة باتت “لا تُطاق” وأنه “لا يوجد أي محاسبة عن الانتهاكات المستمرة بحقنا.”
وأطلقت القوات التركية والمعارضة المسلحة التابعة لها، العام الماضي، عملية عسكرية شمال شرقي سوريا سيطرت على إثرها على مدينتي سري كانيه وتل أبيض.
وتسببت العملية العسكرية بنزوح أكثر من /300/ ألف شخص من تلك المناطق، وفق إحصائيات الأمم المتحدة.
ويعاني من تبقّى في تلك المناطق، من انتهاكات يومية بحقهم، بحسب تقارير حقوقية.
واتهمت منظمة العفو الدولية، القوات التركية والمعارضة المسلحة عقب هجومها على كل من سري كانيه وتل أبيض، بارتكاب جرائم حرب.
وقالت المنظمة في تقريرها إن “القوات التركية وتحالف المجموعات المسلحة المدعومة من قبلها أظهرت تجاهلاً مخزياً لحياة المدنيين، عبر انتهاكات جدية وجرائم حرب، من بينها عمليات قتل بإجراءات موجزة وهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين”.