رغم تكاليفها المرتفعة.. زراعة السمسم في ديرك تعد بمردود جيد وفرص عمل

ديرك – نورث برس

ينشغل حسين عبد الكريم (40 عاماً)، وهو مزارع في ريف ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، هذه الأيام بالإشراف على جني محصول السمسم في الأراضي التي يشرف على زراعتها.

ويشتكي مزارعو السمسم من عدم توفر الآليات المناسبة والخبرة الكافية، بالإضافة إلى صعوبات تتعلق بتأمين المستلزمات الزراعية العامة.

وللمرة الثالثة، زرع ” عبد الكريم”، وهو أحد مزارعي قرية طبكة بريف ديرك، السمسم رغم الصعوبات التي تواجهه أثناء سقاية وحصاد المحصول.

وقال، لنورث برس، إنه عانى من صعوبات وعقبات بعد أن زرع هذا العام \150\ دونماً بالسمسم.

وأضاف أنه احتاج لسقاية المحصول تسع مرات خلال الموسم، كما احتاج وقت الحصاد لـ \35\ عاملاً وعاملة لتجميع السمسم.

وكان ريف ديرك قد شهد في الأعوام الأخيرة زراعة أصناف انقطعت زراعتها في المنطقة منذ أعوام، مثل الرز والسمسم والذرة الصفراء والفستق.

“تكاليف مرتفعة”

ويبدأ موسم زراعة محصول السمسم في شهر أيار/ مايو، بينما يتم حصاده نهاية أيلول/ سبتمبر من كل عام.

وإذا كان الموسم جيداً، فإن الهكتار من الأرض المزروعة بالسمسم يصل إلى طن واحد، وقد ينخفض إلى /600/ كيلوغرام في بعض الأعوام، بحسب “عبد الكريم”،

ويُعتبر السمسم من المحاصيل المكلفة مادياً بسبب الحاجة إلى آليات خاصة لنثر البذار والحصاد، وتأمين المحروقات لتشغيل بئر المياه، بالإضافة إلى النايلون لنشر المحصول بهدف تجفيفه وتأمين عدد كاف من العمال.

ولفت “عبد الكريم” إلى عدم توفر آليات حديثة تحصد السمسم وتملؤه في الأكياس مباشرة، إذ يتم حصاد عيدان السمسم بآلية بسيطة “المحشة”، ليجمعها العمال يدوياً.

وبعد أن يُنشر المحصول على النايلون لمدة حوالي عشرة أيام، يعود العمال لفرزه وغربلته يدوياً.

 وتراوح ثمن الكيلوغرام الواحد من البذار بين ثلاثة وخمسة آلاف ليرة سورية، ويحتاج الدونم الواحد لنصف كيلوغرام من البذار، بحسب مزارعين من ريف ديرك.

لكن سعر مبيع إنتاج السمسم هذا العام “لم يُحدد بعد من قبل التجار.”

“عمل خريفي”

وقالت قانيتا صالح (50 عاماً)، وهي عاملة من قرية طبكة، إنها بدأت بالعمل في حصاد السمسم منذ \16\ يوماً وإن العمل “صعب” إلا أنها مضطرة لذلك العمل لتوفير احتياجات أطفالها.

ويتوجه عمال الحصاد إلى الأراضي منذ السابعة صباحاً، وينالون استراحة ظهراً، ليعودوا للعمل مجدداً حتى السادسة مساءً مقابل أجر مادي يصل إلى ألف ليرة سورية عن كل ساعة.

وقالت خانه خنجر (50 عاماً)، وهي عاملة أيضاً في حصاد السمسم، إن مثل هذه المحاصيل جيدة لأنها توفر فرص عمل للعوائل ذات الإمكانات المحدودة.

ولفتت إلى أن حصاد السمسم يوفر لها فرصة عمل في الخريف، بينما توفر باقي المحاصيل كالعدس والحمص العمل في بداية الصيف.

وتعمل عاملات في الأعمال الزراعية لأنهن بحاجة إلى مردود مادي، خاصة أن لديهن أطفال يدرسون في مدارس قرية مجاورة، “وكل منهم بحاجة إلى \15\ ألف ليرة على الأقل لأجور النقل”، حسب “خنجر”.

“مردود جيد”

وقال علي نعامة (58عاماً)، وهو مزارع من قرية كرزيرو، إنه يملك آلة حصاد صغيرة (محشة) يستخدمها لتلبية طلبات المزارعين مقابل \35\ ألف ليرة سورية عن كل هكتار من الأرض.

وأشار “نعامة” إلى أن زراعة السمسم متعبة ولها مشقات لكن “إنتاجه جيد”، داعياً لزراعة المحاصيل التي يندر العمل فيها رغم أنها تحتاج لآبار مياه وأيدٍ عاملة.

إعداد: سولنار محمد – تحرير: حكيم أحمد